أرسل لي صديق سؤالا واعتبره تعجيزيا أو أراد أن يبين لي ضعف اللغة العربية ، وانتقدني لدفاعي عنها من وقت لآخر ، فقال لي: ما اسم ( المليفاي Mille feuilles) باللغة العربية ( وهي إحدى أنواع الكعك ) ؟ وفي الحقيقة أنني كنت قد قرأت مقالا من إنسان عانى تقريبا من نفس قصتي فآثرت أن أنقله لروعته. " في كل يوم أزداد يقيناً أن الفارغين في بلادي أكثر جهلاً وأكبر عدداً مما نتوهم ونتصور ، لكأننا إذا وضعنا لهذه الكعكة اسماً ما سيرتقي تعليمنا إلى عليين ، وللسيف 70 اسماً ، وللخيل نحو ذلك . هم عاجزون عن وضع اسم لكعكة لعلها واحدة من بين آلاف أنواع الحلوى . وَضَعَ لها علماء اللغة اسم القنابل وهي في الحقيقة اسم من أسماء ( الخيل ) وما سُميت قنابل إلاّ لأن حوافرها تصدر قعقعة ودمدمة أثناء العدو أو الركض ، وعندما ظهر ( البُّن) سمّاه العرب ( قهوة ) ، بينما القهوة ( لغة ) هي اسم من أسماء الخمر ، لكن القهوة صارت في عصرنا ( اصطلاحاً ) هو هذا المشروب المستخلص من البُّن الذي تعارفنا عليه . أما وَضْعُ الأسماء أو توليد المصطلحات واستحداثها للأشياء الجديدة ، أو الاستعارة ، أو بترجمة المعنى لا ترجمة المصطلح كأن نترجم Base de vie (معسكر) وليس ( قاعدة الحياة ) ، وإنما العيب في الفرنسية التي ما يزال الناطقين بها يقولون للرقم (99). !!!تسعة وتسعين ( quatre-vingt-dix-neuf ) أي ( أربع عشرينات وتسعة عشر) . !!! هل هذه لغة سليمة ؟ ويكتبون عدة حروف ميتة في آخر الكلمة ولا ينطقونها ، وهو قصور وعيب آخر في لغة بيجار ، أما اللغة العربية فهي سليمة من عيوب النطق والكتابة ، بل إن العارفين بخفايا وخبايا الترجمة يقولون أن مجموع ما ترجمه العرب منذ إنشاء بيت الحكمة في عهد هارون الرشيد وإلى يوم الناس هذا لا يساوي ما يُترجمه الأسبان إلى لغتهم في عام واحد ، . والظُلمة والسدفة والعتمة والدجنة . والحب والعشق والغرام والهيام والصبابة والشغف واللوعة والوجد والولع . ليست سواء ، وقس على ذلك . أما الذين يتندرون على اللغة العربية وكأنها قاصرة أو عاجزة عن مواكبة العصر ولن تجد لبعض المفردات مصطلحات تليق بها فهم إما جهيل بن جهيل لا يعرفون اللغة العربية إلاّ يسيراً ، أما هذه الكعكة الفرنسية صنعاً ، المجرية منشأ ،