والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:فإنَّ هذا البحث يتحدث عن الأطعمة المحللة والمحرمة، وأهم المستجدات الفقهية المتعلقة بها؛ كدراسة تطبيقية في آيات الأحكام الواردة في سورة المائدة، وهذه السورة هي آخر ما نزل من القرآن الكريم، فليس فيها منسوخ فأحكامها واجبة الاتباع.وقد انصب هذا البحث على دراسة المنظور القرآني والفقهي لأحكام الأطعمة من خلال ما ورد في سورة المائدة، مع ذكر أسباب نزول هذه الآيات الكريمة.ومن الملاحظ قلة الأبحاث العلمية التطبيقية المنشـورة في هذا الصدد، فرغم الجهود البحثية المبذولة في هذا الموضوع، بمنهج مقارن، منطلقاً من المصدر الأساسي في كتاب الله، ثم يبحث في علل هذه الأحكام، ويستقرئ مقاصد تشريعها، ثم يدرس أهم التطبيقات المعاصرة لها، خاصة في ضوء مستجدات العولمة؛ حيث انتشرت ثقافة عالمية شبه موحَّدة تنطلق من الفكر والواقع الغربي، والتي أثرت على موضوع الأطعمة، واستحدثت فيه بعض المسائل الفقهية ذات الصبغة الجديدة، والتي تحتاج إلى بحث وتأصيل في ضوء ما ورد في أحكام الشرع المتعلقة بهذا المجال،وفي ضوء ما سبق، جاء هذا البحث ليشكل أطروحة فقهية تنطلق من المنظور القرآني، وتركز بحثها في إطار المذاهب الأربعة والمذهب الظاهري، لسعة نطاق الموضوع وكثرة فروعه، وصعوبة الرجوع إلى جميع المذاهب الأخرى، وتركز على تخريج وتنقيح علل الأحكام المتعلقة بهذا الموضوع، حتى تكون قاعدة للبحث في المستجدات الفقهية التي تطرأ في هذا المجال، وقد بيّنت هذه الدراسة مقاصد التشريع الحنيف، وحِكمه الجلية في إباحة وحظر ما ورد في هذه السورة الكريمة،