همية يوم عاشوراء وفضله يوم عاشوراء من أيام الله المشهودة،  وله شأنٌ عظيم في قلوب المؤمنين،  حيث يستحضرون فيه نصرة الله تعالى لأنبيائه،  ويستذكرون أنّه اليوم الذي نجّى الله -سبحانه- فيه موسى -عليه السلام- من فرعون وجنده،  في مشهد يُرسّخ الإيمان بالنّصر والتمكين في قلوب الصابرين على دينهم،  وقد كان موسى -عليه السلام- يصوم هذا اليوم شُكراً لله -سبحانه- على نعمته وفَضْله،  كما كان أهل الكتاب يعظّمون هذا اليوم ويصومنه،  بل جعلوه ميقاتاً لتجديد ستور الكعبة،  وكأنّ الشرائع تتابعت على صيام هذا اليوم،  وقد صامه النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وأمر بصيامه قبل أنْ يُفرض صيام شهر رمضان؛  إذ أخرج الإمام البخاريّ في صحيحه عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (كانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ تَصُومُهُ قُرَيْشٌ في الجَاهِلِيَّةِ،  فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ تَرَكَ يَومَ عَاشُورَاءَ، ٥] فكان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- والمسلمون يصومون يوم عاشوراء حين هاجروا إلى المدينة المُنوَّرة قبل فرض صيام رمضان،  ثمّ خيّرهم النبيّ في صيام عاشوراء بعد أن فرض الله عليهم صيام رمضان،  وقد أخرج الإمام مسلم عن أبي قتادة -رضي الله عنه- في بيان فَضْل صيام عاشوراء: (صِيَامُ يَومِ عَاشُورَاءَ،  أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ).