إن تلاوة القرآن كانت من وسائل الدعوة إلى الإسلام، فكان يدعوهم إلى الإسلام ويقرأ عليهم القرآن . على نحو ما كان من موقف النفر الذين لقيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في العقبة، فأجابوه إلى ما دعاهم إليه، وكان المشركون قد أحسوا بتأثير قراءة القرآن واجتذابها النفوس إلى الدعوة الجديدة، فتنادوا بينهم: لا تسمعوا لهذا القرآن، وأخذ القرآن طريقه إلى القلوب . وظلت قراءة القرآن تقوم بذلك الدور في نشر الدعوة بعد أن مكن الله تعالى لدينه، فكانت وفود العرب تأتي إلى المدينة، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليهم القرآن ويعلمهم شرائع الإسلام . وكان من حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تعليم القرآن أنه كان يرسل القراء من الصحابة إلى المواطن التي يفتح الناس فيها صدورهم للدعوة، بعد بيعة العقبة الأولى إلى المدينة، «وأمره أن يقرئهم القرآن، فكان يسمى المقرئ بالمدينة مصعب» . وبين الله تعالى في كتابه الكريم أنه إنما بعث محمدا صلى الله عليه وسلم ليتلو القرآن على الناس، فقال: «إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء وأمرت أن أكون من المسلمين (٩١) وأن أتلوا القرآن فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين (٩٢)» [النمل].