وقالَ لِِأَبيهِ الّذي عَلَّمَهُ الصَّنْعَةَ قَبْلَ أَنْ يَترُكَ لَهُ مَكانَهُ: سَأَطْلُبَ إِلَيْكَ أَنْ تَستَأْنِفَ عَمَلَكَ بالمِطرقَةِ بعضَ الوَقْتِ». عِندَما شرحَ لَهُ ابنُهُ مَشروعَهُ قَبِلَ، بينَما أَخذَ أَبوهُ مِنَ الفَجْرِ إلى الشَّفَقِ يَضربُ على السّندانِ بالمِدَقِّ وبالمِطرقَةِ. ولكِنْ لَمْ يَجرؤْ أَحدٌ مُطلَقًا على سُؤالِ الأَبِ أَو الابْنِ. وَبِبساطَةٍ كانَ النّاسُ يَسألونَ أَحيانًا عَنْ أَخبارِ (فيلاندَ)، وكانَ أبوهُ يُجيبُ بابتسامَةٍ صَغيرَةٍ غامضَةٍ: فَقدْ ذَهبَ يَبحثُ عَنْ شَيءٍ يَصنَعُ لَكُمْ بِهِ مَحاريثَ تَكْسِرُ الصَّخْرَ أَيضًا»، وواصلَ العَجوزُ الطَّرْقَ على السّندانِ.