لعلّه من البَداهة إدراكُ أهداف حركة حماس في تَمْتين علاقتها مع إيران، هناك محطّات زمنيّة ترسم بدايات العلاقة بين حماس وإيران، حماس التي تأسّست عام 1987 كمولودٍ إسلامي مقاوم من رحم الإخوان المسلمين، وتوسّعا في قاعدتها الجماهيرية. عام 1992 قامت إسرائيل بإبعاد ما يَربو على 400 قائدٍ وكادرٍ فلسطيني إلى مرج الزهور في جنوب لبنان، ونمت العلاقة بينهما نوعا ما. مع اندلاع الثورة السّورية، وهنا تظهر إيران على رأس تطلّعات شعوب المنطقة. طبيعة العلاقة التنافسية بين إسرائيل وإيران؛ بوصفه الصراع الإسرائيلي الإيراني بأنه خيوطُ مسرحيّة ليس إلّا، وبهذا فالطّموح الإيراني التوسّعي يتعارضُ مع بعض مصالح إسرائيل، ولوغُ إيران في الدم السّوري، فإن إيران تدعم حماس عدوّ إسرائيل اللّدود، لأن الأمور لو استقرّت في فلسطين بما تشتهيه إسرائيل، وهذا قد يكون في بعضه على حساب إيران، أو تلك المحتملةِ الاشتعال في لبنان وسوريا؛ في ظلّ الضغوط الإقليمية والغربية والأمريكية على إيران؛ إنّ الإقليم المُشتعل خارج حدود إيران يُقلّل من احتمالية المواجهة على الأراضي الإيرانية، فاليمن وسورية والعراق ولبنان، وفي نفس الوقت تجعل من إيران لاعبا مؤثرا ومركزيّا في المنطقة، تُبدي أن الحركة لم تَرتهن في قراراتها لإيران أو غيرها، وهذا ما أكدّه الزّهار أحد قادة حماس في مقابلة له مع قناة الميادين بعد مقتل سُليماني، وهذا صعّب انفكاك حماس عن الدعم الإيراني، فيما يبدو فإن الدعم الإيراني لحماس سيستمرّ،