السلام عليك ورحمة الله وبركاته… وبعد : فالحمد لله الذي أمر بكل طيبٍ ونهى عن كل خبيث ، نبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم الذي بيّن لنا أنه لا ضرر ولا ضرار ، وأن على كل إنسانٍ أن يتقي الله في نفسه وفي كل شأنٍ من شؤونه ، وانه عادة سيئة أُولع بها كثير من الناس الذين جرفهم تيار الغفلة ، من هنا كان من الواجب عليَّ أن أُسدي لك النصح فلعل الله تعالى أن ينفعني وإياك بما نقول ونسمع ، وهنا أُوجِّه لك هذه الرسالة قائلاً: وانتصر هواه على حب مولاه ، وشراؤه ، وتأجير المحلات لمن يبيعه لان ذلك من التعاون على الإثم والعدوان ، فعليك-بارك الله فيك-أن تستعين بالله تعالى في العزم على الإقلاع العاجل عن هذه العادة السيئة ، وأن تُبادر بالتوبة الصادقة إلى الله تعالى منها ، والندم على ما مضى ، والعزم الأكيد على عدم العودة إليها مرة أخرى . فكن من التائبين الذين يُحبهم الله تعالى ويفرح بهم . وتنفر منه الأذواق السليمة ، وبالغ ضرره الذي يقول فيه الشاعر: كم في الدخان معائب ومكاره *** دلت رذائله على إنكاره وهي في مجموعها سببٌ للكثير من الأمراض المستعصية التي تصيب مختلف أعضاء الجسم وأجهزته ، إضافةً إلى ماله من آثارٍ نفسيةٍ سيئةٍ على شخصية المدخن بشكلٍ ملاحظ ، وتغافل عن مضاره لعلك لا تعلم أن السجائر تصنع من نبات يسمى ( التبغ ) ، وأبت تناولها . والنحل لا تلـوي إليه لـخبثه *** أبـداً ولا تدنـو إلـى أزهــاره * يا من يؤذي الآخرين برائحة الدخان المنبعثة منه ومن ملابسه ، إضافة إلى أن تلك الرائحة تؤذي من لا يشربونه من الجلساء و الخلطاء ، وكلنا نعلم أن الله سبحانه قد حرَّم إيذاء المسلم قولاً أو عملاً لقوله تعالى : وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً } ( سورة الأحزاب: الآية 58) . ومن آذى الله يوشك أن يأخذه" ( رواه الطبراني ) . إذ يقول : يؤذي الكرام الكاتبين بنتنه *** وأمام وجهك شعلة من ناره. والله تعالى يقول في كتابه: { وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ } ( سورة الأعراف: من الآية 31) . فإذا كان الإسراف أمرا منهياً عنه في المباحات؛ وفيما أنفقه ، * يا من سعى إلى هلاك نفسه بنفسه ، لقد أكدت الحقائق العلمية الثابتة أن ضحايا التدخين أكثرُ بكثيرٍ من ضحايا الايدز والسرطان وبقية الأمراض الأخرى مجتمعة . وارتجفت أصابعه ، وغارت عيناه ؛ إن عاده التدخين تكون في أولها دلع وفي آخرها ولع ، وإتباعاً لخطوات الشيطان الرجيم والعياذ بالله . * أيها المدخن ، قال الشاعر : وكم من نقود يا فـتى وملابس *** أتلفتها بشـرائه وشـراره ** وختاما أيها المدخن ، لماذا لا تحاسب نفسك قبل أن تُحاسب؟ ولماذا لا تحتسب تركك للدخان مجاهدة لهوى النفس وقربى إلى الله سبحانه ؟ أسال الله العظيم رب العرش الكريم ، أن يُلهمنا وإياك الصواب ،