قسم الجغرافية ونظم المعلومات الجغرافية كلية الآداب - جامعة العريش ۲۰۱۹ تهتم الجغرافيا البشرية بدراسة النماذج والعمليات التي تصوغ تعامل البشر مع البيئة مع التركيز على أسباب ونتائج التوزع المكاني للنشاطات البشرية على سطح الأرض ، ودراسة النتائج المترتبة علي الاحتكاك البشري ببيئته حضاريا وثقافيا بالإيجاب أو السلب . فالإنسان هو الفاعل الرئيسي في إنتاج المظاهر الحضارية فهو صانع الحضارة ومبتكر مكوناتها ومحدد أطرها وملامحها ومحاور امتداداتها ومداها ، وهو في نفس الوقت المستفيد بإنجازاتها سواء كانت مادية أو معنوية وخاصة أن الحضارة البشرية ذات طبيعة تراكمية فكلما تعددت إنجازاتها تزايدت فرص تحقيق المزيد وثقلت قدراتها على التأثير والانتشار. ولذلك تناول هذا الكتاب بعض الخصائص الحضارية في ۸ فصول ، حيث تناول الفصل الأول الأقاليم الحضارية ، درس الفصل الثاني الدين و المعتقدات ، بينما تناول الفصل الثالث اللغات ، ودرس الفصل الرابع تأثير الانسان علي البيئة الجغرافية ، وبحث الفصل الخامس في مشكلة الغذاء ، بينما تناول الفصل الساس الدولة ومؤسساتها ، وبحث الفصل السابع في موضوع التفرقة العنصرية ، وأخيرا تناول الفصل الثامن ثورة المعلومات وعلاقتها بالجغرافيا . الفصل الأول الأقاليم الحضارية والتقاليد الخلقية ، وهي تبدأ حيث ينتهي الاضطراب والقلق، لأنه إذا ما أمِنَ الإنسان من الخوف، تحررت في نفسه دوافع التطلع وعوامل الإبداع والإنشاء، وبعدئذ لا تنفك الحوافز الطبيعية تستنهضه للمضى في طريقه إلى فهم الحياة وازدهارها. ترتكز الحضارة على البحث العلمي والفني التشكيلي بالدرجة الأولى ، فالجانب العلمي يتمثل في الابتكارات التكنولوجيا وعلم الاجتماع. أما الجانب الفني التشكيلي فهو يتمثل في الفنون المعمارية والمنحوتات وبعض الفنون التي تساهم في الرقي ، فلو ركزنا بحثنا على أكبر الحضارات في العالم مثل الحضارة الرومانية سنجد أنها كانت تمتلك علماء وفنانين عظماء. وفي اللغة العربية هي كلمة مشتقة من الفعل ، حضر، ويقال الحضارة هي تشيد القرى والأرياف والمنازل المسكونة ، جغرافية محددة ، كالصيد مثلاً ، ويعتبر المجتمع الصناعي الحديث شكلاً من أشكال الحضارة. يعتبر المعني اللفظي للحضارة مثير للجدل وقابلة للتأويل ، واستخدامها يستحضر قيم (سلبية أو (ايجابية كالتفوق والإنسانية والرفعة ، وفي الواقع رأى ويرى العديد من أفراد الحضارات المختلفة أنفسهم على أنهم متفوقون ومتميزون عن أفراد الحضارات الأخرى ، ويعتبرون أفراد الحضارات الأخرى همجيين ودونيين و يذهب البعض إلى اعتبار الحضارة أسلوب معيشي يعتاد عليه الفرد من تفاصيل صغيرة إلى تفاصيل أكبر يعيشها في مجتمعه ولا يقصد من هذا استخدامه إلى احدث وسائل المعيشة بل تعامله هو كإنسان مع الأشياء المادية والمعنوية التي تدور حوله وشعوره الإنساني تجاهها. وللتعرف على حضارات الشعوب تُدرس العناصر التالية : العلاقات الاجتماعية بين فئات المجتمع. أنظمة الحكم السائدة. ثانيا - أنواع الحضارات الحالية وتوزيعها الجغرافي : قسم أستاذ العلوم السياسية صامويل هنتنجتون حضارات العالم الحالية إلى تسعة مناطق نفوذ تمتد هذه الحضارة من أوروبا الغربية إلى دول البلطيق، وأستراليا، والنزعة الإنسانية في الفلسفة اليونانية. النتاج التاريخي والثقافي لكل من عصر النهضة والثورة الصناعية أعطى مقومات منفردة وخصوصية لهذه الحضارة. والفرنسية بنسب مختلفة وكون الرومانية الكاثوليكية هي الديانة المهيمنة فتسمى أيضًا بأمريكا اللاتينية لكن لكونها منطقة فيها العديد من الأنساب والجماعات العرقية يجعلها ذلك منطقة فيها تنوعًا عرقيًا وثقافيًا مما يعطيها خصوصيّة الحضارة اليابانية يدرج أغلب الباحثين الحضارة اليابانية كحضارة منفردة بسبب خصوصية الثقافة اليابانية ، في حين يدرج أقلية من الباحثين الحضارة اليابانية كجزء من حضارة الشرق الأقصى. الحضارة الصينية يدرج أغلب الباحثين الحضارة الصينية حضارة منفردة وذات خصوصية ثقافية مميزة من جذور وأساسيات الحضارة الصينية هي الكنفشيوسية . تمتد حدود الحضارة الصينية من الصين إلى تايوان وشبة الجزيرة الكورية وسنغافورة وفيتنام. . الحضارة الهندية هي الحضارة ذات الأساس الهندوسي وتمتد من الهند إلى النيبال وموريشيوس . وتمتد هذه الحضارة بين منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا الوسطى، وباكستان، وبنغلادش، وإندونيسيا وماليزيا تنفرد هذه الحضارة بخصوصية ثقافية أساسها دين وتعاليم وتراث الإسلام . الحضارة المسيحية الأرثوذكسية تمتد هذه الحضارة بين الدول ذات الغالبية الأرثوذكسية والحضارة المسيحية الشرقية المشتركة والتي ترتبط من الناحية التاريخية والثقافية والاجتماعية والسياسية. واليونان وقبرص أساس ومركزية هذه الحضارة تراث الإمبراطورية البيزنطية والأرثوذكسية الشرقية اللغات المنتشرة في هذه المنطقة الحضارية هي السلافية، واللغة الرومانية، واليونانية ، الحضارة الأفريقية تمتد حدود هذه الحضارة إلى أفريقيا جنوب الصحراء. تتميز هذه الثقافة الأفريقية باستجابات معقدة تجاه الاستعمار والإمبريالية الأوروبية بدءاً من أواخر التسعينات من القرن الماضي يحاول الأفارقة تأكيد هويتهم الخاصة. تشترك شعوب هذه الحضارة بذاكرة ثقافية خاصة. وسريلانكا، و بوتان الحضارة المسيحية الأرثوذكسية الحضارة الأفريقية أبدى الفلاسفة والمؤرخون وعلماء الآثار القديمة أسبابًا كثيرة لقيام الحضارات وانهيارها. .ف. وفي رأي هيجل، أنه خلال هذه العملية تنمو الحضارات في ثلاث مراحل: ١ - حُكْم الفرد. ۲ - حُكْم طبقة من المجتمع. ٣- حُكْم كل الناس وكان هيجل يعتقد أن هذا النسق تسفر عنه الحرية في آخر الأمر لجميع الناس. كان الفيلسوف الألماني أوزوالد سبنجلر يعتقد أن الحضارات مثلها مثل الكائنات الحية تولد وتنضج وتزدهر ثم تموت ، وفي كتابه انحدار الغرب (۱۹۱۸ - ۱۹۲۲م) ذكر أن الحضارة الغربية تموت، وسوف تحل محلها حضارة آسيوية جديدة. وعرض المؤرخ البريطاني أرنولد توينبي نظريته عن التحدي والاستجابة في كتابه دراسة التاريخ (١٩٣٤ - ١٩٦١) ، كان توينبي يعتقد أن الحضارات تقوم فقط حيث تتحدى البيئة الناس، وحينما يكون الناس على استعداد للاستجابة للتحدي على سبيل المثال، فإن الجو الحار الجاف يجعل الأرض غير مناسبة للزراعة ويمثل تحديًا للناس الذين يعيشون هناك . ويمكن أن يستجيب الناس لهذا التحدي ببناء أنظمة ري لتحسين الأرض. ورأى توينبي أن الحضارات تنهار حينما يفقد الناس قدرتهم على الابتكار. ويعتقد كثير من العلماء سوء استخدام الأرض والمصادر الطبيعية الأخرى أسفرت عن الانهيار الاقتصادي والسياسي أن للحضارات الأولى رابعا تطور الحضارات القديمة : حضارات العالم القديم الأفريقية – الأورو آسيوية) : حضارة سومر "الحضارة السومرية في العراق" (٥٣٠٠ - ٢٠٠٠ ق م) حضارة وادي السند وشبه القارة الهندية ( ٣٥٠٠ ق م - وحتى الوقت الحاضر) حضارة عيلام في إيران اليوم (۲۷۰۰ - ۵۳۹ ق م) حضارة الكنعانيين في فلسطين ( ٢٣٥٠ ق م - ١٠٢ م) الحضارة الصينية ( ۲۲۰۰) ق م - وحتى الوقت الحاضر) الحضارة الإغريقية "اليونانية" (٢٠٠٠ - ١٤٦ ق م) الحضارة الكورية ( ۹۰۰ ق م - حتى الوقت الحاضر) • حضارة الأتروسكان والرومان القدماء ( ۹۰۰ ق م - ٥٠٠ م ) عیلام ( ۲۷۰۰ - ۵۳۹ ق م) مملكة ماني القرن العاشر - القرن السابع ق م) دولة ميديا (۷۱۸ ق م - ٥٥٠ ق م) الدولة السلوقية (٣٢٣ - ١٥٠ ق م) الدولة البارثية ( ٢٥٠ ق م - ٢٢٦م) الدولة الساسنية (٢٢٦ - ٦٥٩) حضارات أمريكا الشمالية أناسازي (۱۰۰ - ۱۳۰۰ م) أزتك (١٣٢٥ - ١٥١٩ م) أولمك (١٠٠٠ - ٤٠٠ ق م) تولتك (۹۰۰ - ۱۲۰۰ م) تيوتيهواكان (۱۰۰ ق م - ٧٥٠ م) زابوتك (٦٠٠ ق م - ۱۰۰۰ م) حضارة موغويون (۱۰۰ ق م - ۱۰۰۰ م) ام) هو هو كام ( ٤٥٠ - ١٤٥٠ م) حضارات أمريكا الجنوبية : إنكا (١٢٠٠ - ١٥٣٣ م) بوكارا ( ۲۰۰ ق م - ۲۰۰ م) تشافين (۹۰۰ - ۲۰۰ ق م) تشيبتشا (١٤٥٠ - ١٥٥٠ م) تشيمو (١٣٥٠ - ١٤٧١ م) ركواي (۲۰۰) ق م - ٦٠٠ م) كيمبايا (۳۰۰ - ۱۰۰۰ م) ١٠٠٠ ليما (حضارة) (۲۰۰ ق م - ٦٠٠ م) موتشي (۳۰۰ ق م - ۷۰۰ م) نورتي شيكو (٣٠٠٠ - ١٦٠٠ ق م) نازكا (حضارة) (٢٠٠ ق م - ٦٠٠ م) وتعد الحضارة الصينية من الحضارت المميزة من حيث تاريخها وخصائصا ولذلك نتناولها بشئ من التفصيل في السطور التالية : النشأة نشأت الحضارة الصينية في العديد من المراكز الإقليمية عبر قرى النهر الأصفر ونهر يانغتزي في العصر الحجري الحديث، إلا أنه يقال إن البحر الأصفر هو مهد الحضارة الصينية . فمع آلاف السنوات من التاريخ المستمر، تعد الصين واحدة من أقدم الحضارات في العالم ويمكن العثور على تاريخ الصين المكتوب في وقت مبكر مع مملكة شانغ) حوالي ١٧٠٠-١٠٤٦ قبل الميلاد رغم أن النصوص التاريخية القديمة مثل سجلات المؤرخ الكبير حوالي ۱۰۰ قبل الميلاد وحوليات الخيزران تؤكد تواجد أسرة شيا قبل شانغ . وقد تطور قدر كبير من ثقافة الصين وأدابها وفلسفتها بشكل أكبر أثناء مملكة تشو 256-1045 قبل الميلاد. وقد بدأت مملكة تشو للرضوخ للضغوط الخارجية والداخلية في القرن الثامن قبل الميلاد، وتم تقسيم المملكة في النهاية إلى دول صغيرة ، بدءًا من فترة الربيع والخريف وحتى الوصول إلى التغير الكامل في حقبة الممالك المتحاربة وتعد تلك واحدة من الفترات المتعددة للدول الفاشلة في التاريخ الصيني حيث إن أحدثها هي الحرب الأهلية الصينية ) قامت الممالك الصينية بحكم أجزاء أو كل الصين ، في بعض العصور ، بما في ذلك الفترة المعاصرة امتدت السيطرة حتى شينغيانغ و التبت . وقد بدأت تلك الممارسة مع مملكة تشين : في عام ۲۲١ قبل الميلاد، حيث قام تشين شي هوانج بتوحيد الممالك المتحاربة وكون أول إمبراطورية صينية . وقد قامت الممالك المتعاقبة في التاريخ الصيني بتطوير أنظمة بيرقراطية أتاحت الفرصة لإمبراطور الصين بالتحكم بشكل مباشر في الأقاليم المتسعة. والنظرة التقليدية للتاريخ الصيني تشير إلى الوحدة والتفكك السياسي بشكل متبادل ، وتعد التأثيرات الثقافية والسياسية ، من العديد من أجزاء آسيا، والتي نجمت عن موجات متتابعة من الهجرة والتوسع والاستيعاب الثقافي جزءا من الثقافة المعاصرة للصين. تعد الحضارة الصينية واحدة من أقدم الثقافات في العالم ، و هي المنطقة التي تهيمنها الثقافة و التي تغطي منطقة جغرافية كبيرة في شرق آسيا بعادات و تقاليد متفاوتة جدا بين المحافظات و المدن و حتى القرى . و من أهم مكونات الحضارة الصينية الأدب والموسيقى والفنون البصرية و فنون الدفاع عن النفس والمأكولات و المعتقد وغيرها . الهوية هناك ٥٦ مجموعة عرقية معترف بها رسميا في الصين . و من بين كل هذه الأرقام تعد قومية هان من أكبر المجموعات وعلى مر التاريخ فإن الكثير من المجموعات تندمج في الأعراق المجاورة أو تختفي . وتغطي الثقافة التقليدية الصينية أقاليم جغرافية كبيرة حيث أن المناطق مقسمة إلى ثقافات فرعية مستقلة ، غالبا ما تمثل كل منطقة ثلاثة مواضيع مستمدة من الأسلاف . المجتمع بالنسبة للحكومة والمسؤولين العسكريين يحصلون المستويات العالية في التسلسل الهرمي أما بقية السكان فهم تحت القانون الصيني العادي، ونظمت الجمعية الصينية التقليدية إلى منظومة هرمية من الفئات الاجتماعية الاقتصادية المعروفة باسم المهن الأربع من أواخر عهد أسرة تشو . جميع و بالرغم من ذلك فإن هذا النظام لا يغطي جميع الفئات الاجتماعية في حين أن التمييز بين الفئات أصبح غير واضح منذ الاستغلال التجاري للثقافة الصينية في عهد أسرة سونغ ( 960-127). وأخذ التعليم الصيني القديم تاريخا طويلا فمنذ زمن سلالة سوى ( 618-581) CE ، ويستعد المرشحين المتعلمين للامتحانات الإمبراطورية التي اختارت خريجي الامتحان للعمل في الحكومة كباحثين بيروقراطيين . والذي يؤدي إلى إنشاء الجدارة . وتطلب الامتحانات الإمبراطورية من المتقدمين كتابة المقالات وإظهار اتقانها للكنفوشيوسية الكلاسيكية ، حيث لكن في السنوات الأخيرة دعا عدد من New Confucians إلى أن المثل الديمقراطية وحقوق الإنسان متوافقة تماما مع الكونفوشيوسية التقليدية "القيم الآسيوية". و تسعى الصين إلى الجمع بين نقاط قوة الثقافات الصينية والأوروبية ، وإن تاريخ الصين في القرن العشرين هو تجريب لأنظمة جديدة للمنظمات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية و التي تسمح بإعادة الإدماج للأمة في أعقاب انهيار الأسر الحاكمة مقدمة الفصل الثاني الدين والمعتقدات الدين مصطلح يطلق على مجموعة من الأفكار والعقائد التي توضح بحسب معتنقيها الغاية من الحياة الكون، كما يعرّف عادة بأنه الاعتقاد المرتبط بما وراء الطبيعة الإلهيات ، الممارسات والمؤسسات المرتبطة بذلك الاعتقاد. وبالمفهوم الواسع ، عرفه البعض على أنه المجموع العام للإجابات التي تفسر علاقة البشر بالكون . أخذ عددا كبيرا من الأشكال في الثقافات المختلفة وبين الأفراد المختلفين ، أما في عالم اليوم ، فإن عددا من معتقدات العالم الرئيسية هي المنتشرة والغالبة ولكن الدين يختلف عن الاعتقاد الشخصي من ناحية أنه يتميز بالعمومية . والدين ينظم السلوكيات ، بما في ذلك التسلسل الهرمي الديني : تعريف ما يشكل الالتزام أو العضوية في هذا الدين ، والتضحيات والمهرجانات والأعياد ، والخدمات الجنائزية وخدمات الزواج ، والتأمل والموسيقى والفن ، والرقص ، والخدمة العامة ، أو الجوانب الأخرى من الثقافة الإنسانية. لقد تم تطوير الدين عبر أشكال مختلفة في شتى الثقافات ، في حين يؤكد آخرون على الجانب الواقعي ، ملزمة على كل البشر ويتضح ارتباط الدين مع المؤسسات العامة مثل المستشفيات، والتعليم، والأسرة ، والحكومة ، وقد قال علماء الانثروبولوجيا جون موناغان وبيتر :جست "يبدو واضحا أن شيئا واحدا الدين أو المعتقد يساعدنا على التعامل مع مشاكل الحياة البشرية الهامة . ۱۲ أولا- أصل كلمة دين : الدين أو الديانة من دان خضع وذل ودان فهي ديانة وهو دين ، وتدين به فهو متدين ، إذا أطلق يراد به ما يتدين به البشر ویدین به من اعتقاد وسلوك ؛ بمعنى آخر، والتدين : الخضوع والاستعباد ، ويبني على الدين المكافاة والجزاء، أي يجازى الإنسان بفعله وبحسب ما عمل عن طريق الحساب. ومنه صفة الديان التي يطلقها الناس على خالقهم ؛ وجمع كلمة دين : أديان. فيقال: دان بديانة وتدين بها ، والتدين : إذا وكل الإنسان أموره إلى دينه من مذاهب وورع وإجبار، فالإله هو الديان : أي القهار، بل يجزي بالخير والشر . ففي الديانة : عزة ومذلة ، وطاعة وعصيان ، وعادة في يضيع الخير أو الشر، والابتلاء . أما إذا قرأنا الكلمة بفتح الدال وسكون الياء ، أصبح الأمر متعلقا بأمانة في رقبة: في الدين مبلغ من المال مقترض لأجل سد الحاجة . فصاحب الدين يطالب بمستحقاته من المستدان الذي عليه أن يسدد كذلك الأمر بيننا وبين الله ، فالله له دين في رقابنا مقابل خلقه إيانا ورزقه ونعمه وحمايته لنا وفضله علينا . كما أن الرؤية الكاريزمية للأنبياء قامت بحرق آمال الناس الذين يسعون للحصول على إجابات أكثر شمولا لمشاكلهم التي كانوا يشعرون بتوفيرها عبر المعتقدات اليومية الكاريزمية الفردية تم دمجها في أوقات وأماكن عديدة من العالم ، و يبدو أن مفتاح النجاح يتحقق على المدى البعيد ، كما أن العديد من الحركات تأتي وتذهب مع تأثير محدود على المدى البعيد، لأنه ليس لديها إلا القليل مقارنة مع الأنبياء الذين ظهروا بانتظام ، وقد تم تطوير العلاقة مع المزيد من جهود مجموعة من مسانديهم القادرين على إضفاء الطابع التأسيسي تعريف الدين : تم تعريف الدين بعدة طرق و معظم التفسيرات تحاول تحقيق التوازن بين الدقة القصوى والالتباسات العامة ، وقد حاولت بعض المصادر أن تستخدم تعاريف رسمية أو عقائدية في حين يؤكد آخرون على العوامل التجريبية والعاطفية والبديهية والأخلاقية والمعنوية ، ومعظم التعاريف ومع ذلك تتضمن الآتي : مفهوم التنزيه أو الألوهية في شكل من أشكال الإيمان بالله ، ويستعمل هذا التفسير غالبا ولكن ليس دائما. مجموعة من الأساطير أو الحقائق المقدسة لدى المؤمنين و يعرف "المقدس" على أنه شيء متعلق بطريقة أو بأخرى بالله والدين وأسراره وما يثير سلوكا معقدا للتقديس والانجذاب والإعجاب وغالبا الرهبة ، ولتفادي تعميم التعريف فكلمة "دين" هي مشمولة في تعريف "مقدس" ، و تعريفات أخرى لما هو مقدس تفضل تقديمه على أنه "مظهر من مظاهر القوة الغامضة والإعجاب الملهم والاهتمام الكامل وعلاوة على ذلك ، ١٤ تعريف أكاديمي أو علمي للدين علماء الاجتماع والأنثروبولوجيا ينظرون إلى الدين على أنه مجموعة من الأفكار المجردة ، والقيم أو التجارب القادمة من رحم الثقافة ، وبطبيعة المبدأ ، جوهر الدين لا يشير إلى الاعتقاد في "الله" أو متعال مطلق : جوهره يعرف بأنه بنية أو ثقافة مباشرة أو بنية لغوية للحياة بشكل كامل ، والاعتقاد بأنه ، مثل لغة ، يسمح بوصف الواقع ، وصياغة واختبار المعتقدات والمشاعر والأحاسيس الحميمة وبموجب هذا التعريف فالدين هو رؤية لا غنى عنها في العالم تحكم الأفكار الشخصية والأعمال. ثانيا- الاعتقاد الديني : يرتبط المعتقد الديني عادة بالطبيعة ، الوجود ، وعبادة إله أو آلهة عند البعض وإشراك الإلهية في الكون والحياة البشرية ، قد يتعلق أيضا بالقيم والممارسات التي تنتقل من قبل الزعيم الروحي ، وفي بعض المعتقدات كما في المعتقدات الإبراهيمية يقال أن معظم المعتقدات الأساسية كشفت من خلال إله. تربط المعتقدات المختلفة درجات متفاوتة من الأهمية في الاعتقاد . وتضع المسيحية تركيزها على المعتقد ، فوضعت الكنيسة وعلى امتداد تاريخها العقائد التي تحدد الاعتقاد الصحيح للمسيحيين ، كتب لوقا تيموثي جونسون ان معظم المعتقدات تركز على (الممارسة الصحيحة) أكثر من التركيز على العقيدة العقيدة الصحيحة) وأوجدت كل من اليهودية و الإسلام أنظمة قوانين دقيقة لتوجيه السلوك ، 20%) البهاتون (0. 0.23% 1.68% 3.97% 5.87% 6.27% 13. 33% 20. 28% ١٦ ثالثا- سمات الدين : الإيمان بوجود إله أو كائنات فوق الطبيعية ، معظم الأديان تعتقد بوجود خالق واحد أو عدة خالقين للكون والعالم ، قادرين على التحكم بهما وبالبشر وكافة الكائنات الأخرى التمييز بين عالم الأرواح وعالم المادة . وجود طقوس عبادية يقصد بها تبجيل المقدس من ذات إلهية وغيرها من الأشياء التي تتصف بالقدسية. الصلاة وهي الشكل الأساسي للاتصال بالله أو الآلهة وإظهار التبجيل والخضوع ومن المؤكد أن هناك فرقاً بالضرورة بين ما يقوله الدين وما يمارسه الناس في حياتهم باسم الدين . رابعا - أسس المعتقدات : كتاب ، الكتاب المقدس : لكل عقيدة كتاب مقدس أو عدة كتب هو الكتاب الذي أنشأه المؤسس الأول أو من اتبعوه من عظام أهل الديانة ويضم الكتاب المقدس كل ما تتعلق به الديانة عقيدة ، عبادات، الجينية) أو القول بأنه موحى أو منزل من عند إله أو عدة آلهة مثل اليهودية ، الإسلام ، السيخية ، البهائية) للبهائيين ، ميلادي للمسيحيين ، عبراني لليهود . لغة : أنزل بها كتابها ، أو اللغة التي تتم بها الشعائر خامسا - المعتقدات ( الخصائص والانتشار و التوزيع الجغرافي ) : المجموع 5.1 مليار - ٦. ٨ مليار % من سكان العالم 33%-34% 22% -23% 7% -29% 15. 2% 16. 2% الإسلام : يشير إلى الدين الذي أتى به النبي محمد صلي الله عليه وسلم، يؤمن المسلمون أن الإسلام آخر الرسالات السماوية هو ناسخ لما قبله من الشرائع؛ وخاتم الأنبياء والمرسلين ؛ وأن الله أرسله إلى الثقلين الجن والإنس) . كالنبي إبراهيم ويوسف وموسى والمسيح عيسى بن مريم عليهم السلام وغيرهم كثير ممن ذكر في القرآن أو لم يُذكر ، وأنهم جميعًا كما المسلمين ، اتبعوا الحنيفية ، أي ملة النبي إبراهيم ، كالزبور والتوراة والإنجيل. إن أشهر المذاهب الفقهية في الدين الإسلامي هي المذاهب الأربعة المعروفة وهي بحسب الترتيب التاريخي : المذهب الحنفي والمالكي و الشافعي و الحنبلي ، وتُسمى هذه المذاهب بمذاهب أهل السنّة ، والاختلاف المذهبي عند المسلمين ليس اختلافا عقائديا لكنه اختلاف بسيط في أمور تعبدية . بالإضافة لمذاهب الشيعة كالمذهب الجعفري والمذهب الإسماعيلي والمذهب الزيدي ، وكذلك المذهب الأباضي ۱۹ اليهودية : هي الديانة الإبراهيمية الأقدم ، والتي نشأت في شعب إسرائيل ويهودا القديمة . وتستند اليهودية في المقام الأول على التوراة ، وهي النص الذي يعتقد بعض اليهود أنه وصل إلى شعب إسرائيل عن طريق النبي موسى عليه السلام عام ١٤٠٠ قبل الميلاد . يوجد اليوم حوالي ۱۳ مليون يهودي ، ٤٠% منهم يعيشون في إسرائيل و ٤٠% في الولايات المتحدة والباقي موزع علي دول العالم خاصة في أوروبا وابن الله المتجسد ويؤمن المسيحيين بأن الله هو إله واحد في ثالوث . وتستند المسيحية إلى الكتاب المقدس والذي ينقسم إلى قسمين متمايزين هما العهد القديم والعهد الجديد.