مقال عن مجمع خلقيدونية اللي بعده اتقسمت الكنيسة بسبب إصرار كنيسة روما على الفهم الخاطئ لطبيعة السيد المسيح . زمن المجمع : سنة 167 للشهداء ( 451م ) مكان المجمع : مدينة خلقيدونية (و دي مدينة صغيرة في أسيا الصغرى) الملك : الإمبراطور مرقيان الهراطقة : البدع : الإله بيعمل المعجزات و الإنسان بيتحمّل الآلام 1. البابا ديوسقوروس بطريرك الإسكندرية رقم 25 2. القديس ساويرس بطريرك أنطاكية القرارات : كنيسة روما و كنائس ثانية (الكاثوليك) آمنوا بالطبيعتين بينما كنيسة مصر و أنطاكية أصرّوا على الطبيعة الواحدة تم نفي البابا ديوسقوروس نالت كنيسة أنطاكية (سوريا) و مصر اضطهادات كبيرة جداً و صعبة جداً استمرت من بعد المجمع لحد دخول العرب لمصر لحد الوقت ده كانت الكنيسة متّحدة و انتصرت ضد هرطقات أريوس و مقدونيوس و نسطور و غيرهم . لكن للأسف الهرطقة طلعت المرة دي من أسقف روما . أو تقف (مع المسيح) ضد العالم و ضد الهرطقات • بغير امتزاج: كل طبيعة كاملة بذاتها، زي الحديد و النار (لو استثنينا إن الحديد ممكن يِبرَد بعد كده و القديس أثناسيوس هو أقوى واحد دافع عن لاهوت و ناسوت السيد المسيح في كتابه (تجسُّد الكلمة) قال إن اللاهوت لا يمكن أن يتألم أو يموت لكن النار لم تفارق الحديد و لم تتأثّر) و ما أكثر آيات الكتاب المقدس اللي بتوضّح: 1. طبيعة واحدة للسيد المسيح (مش طبيعتين منفصلتين) 2. إنه إله كامل 3. إنه إنسان كامل • أنا هو الأول و الآخِر . و الحيّ و كنت ميّتاً و ها أنا حيّ إلى أبد الآبدين ( رؤيا 1 : 17 و 18 ) مافيش أي فصل بين اللاهوت و الناسوت • أعمال الرسل 20 : 28 • رومية 8 : 32 • يوحنا 3 : 16 • كولوسي 1 : 13 ل 15 آيات تؤكد اللاهوت: • ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء (يوحنا 3 : 13) إزاي يبقى في السماء و هو على الأرض إلا لو كان هو الله • لابن الإنسان سلطاناً على الأرض أن يغفر الخطايا (لوقا 5 : 24) مين اللي بيغفر الخطايا غير الله • ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته (متى 16 : 27) البابا ديوسقوروس حرم لاون عشان أفكاره النسطورية و إقراره بإيمان أثناسيوس و كيرلس المستقيم و رفضه ما ادّعاه سابقاً من أن الناسوت امتُصَّ في اللاهوت. كما حكم المجمع بحرم فلابيانوس أسقف القسطنطينية و ستة أساقفة معه بسبب آرائهم النسطورية التي تقول بوجود طبيعتين للسيد المسيح بعد الإتحاد. عقد القديس ديوسقوروس مجمعاً بالإسكندرية حرم فيه لاون أسقف روما لأنه تمسك بأفكار فلابيانوس النسطورية. كالعادة، تدخُّل السياسة في الأمور الدينية فيه خطورة كبيرة جداً على العقيدة كما كانت بولشاريا مشهورة بالمكر و الدهاء و كانت تخشى قوة ديوسقوروس و تعمل على إضعاف مركزه. انتهز لاون فرصة اعتلاء مركيان لكرسي القسطنطينية و بعث إليه برسالة يشكو فيها ديوسقوروس الذي حرمه، فعُقدَ اجتماع تمهيدي بقصر الإمبراطور بالقسطنطينية حضره البابا ديوسقوروس. بَطَل الأرثوذكسية: حاولوا الضغط على ديوسقوروس لكي يوافق على رسالة لاون التي تثبت الطبيعتين بعد الإتحاد. و كانت النتيجة أن تهجمت الملكة بولشاريا الشريرة و مدّت يدها و صفعته صفعة شديدة ثم انهال عليه بعض رجال القصر و أوسعوه ضرباً حتى اقتلعوا ضرسين من أضراسه، و نتفوا شعر لحيته. الأنبا ديوسقوروس جَمَع الضرسين مع الشعر و أرسلهم إلى شعبه بالإسكندرية مع رسالة يقول فيها (هذه نتيجة جهادي من أجل الإيمان) المجمع ينتصر في البداية للإيمان الصحيح كانت الحقيقة واضحة و الهرطقة واضحة تغيير النتيجة حاجة مؤسفة جداً غيّرت مسار الكنيسة و عملت فيها انشقاق صعب يتصلّح و لكن بعد ثلاثة أيام تم عقد جلسة حضرها نواب أسقف روما و بعض الأساقفة الموالين له. ثم أرسله إليهم. و لكنه إذ أدرك خطورة تنفيذ ذلك عَدَل عنه و اكتفي بنفيه إلى جزيرة غاغرا (على ساحل آسيا الصغرى) حيث مكث بها نحو خمس سنوات يعلّم و يشفي المرضى حتى انتقل إلى عالم المجد سنة 454م، أثر مجمع خلقيدونية في حياة الكنيسة يمثل مجمع خلقيدونية نقطة فارقة في حياة الكنيسة استمر أثرها لأكثر من خمسة عشر قرنا من الزمان حيث انقسمت الكنيسة بعده الى كيانين احدهما مؤيد والاخر رافض لذلك المجمع . وقد قام العديد من اللاهوتين في الغرب بالدفاع عن مجمع خلقيدونية ومهاجمة المعارضين لهم على الرغم من ذلك ظهرت بعض الدراسات المعاصرة التي طالبت بتعديل ولكن ظلت الحاجة لدراسة أكثر تعمقا حول هذا الموضوع ، لإن تلك الدراسات المعاصرة رغم اهميتها لم تستطع الوصول الى جذور الحقائق المتعلقة بالمجمع و بالجدال الخريستولوجي المصاحب له . فالإيمان تم تحديده في نيقية و القسطنطينية لأن مجمع أفسس الاول لم يقدم تحديد عقائدي جديد لأن الإيمان استقر في نيقية و القسطنطينية و قانون الإيمان انتهي و لن يستطيع أحد أن يضيف شيئا عليه لكن كانت مشكلة مجمع أفسس هي إدانة نصطورأسقف القسطنطينية بسبب تعاليمه التي تتعارض مع مجمع نيقية الذي أكد علي الوهية السيد المسيح مساوة الآب في الجوهر و إن ابن الله هو بذاته الذي تجسد و تأنس من العذراء مريم بالروح القدس . أسباب انعقاد مجمع خلقيدونية ١. تبرئة أوطاخي : كان أوطاخي رئيس دير في القسطنطينية ، وكان عنده حوالي ٣٠٠ راهب تحت قيادته و كان إنسانا ناسكا شيخ متقدم في الأيام و محبوب من الناس . وكان بليغا في الكلام لكن لم يكن لاهوتي دقيق له شهرة فائقة في كل القسطنطينية وفي الأديرة حتي عند البلاط الامبراطوري والشعب كله بيحبه . لم يكن أوطاخي عنده أساس لاهوتي سليم لكن اقتنع بكلام القديس كيرلس الكبير عن الله طبيعة واحدة في شخص السيد المسيح و بسبب ذلك حارب أوطاخي ضد نسطور و تعاليمه لكن لان أوطاخي لم يكن يمثل لاهوت انطاقي ولا سكندري بل كان رجلا ناسكا فحارب بتعاليم خاطئة و تسبب في بدعة ان الله طبيعة واحدة و كان يقصد بأن اللاهوت أكل الناسوت و ان ناسوت المسيح غير مساو لنا و إن في طبيعتين قبل الاتحاد لكن بعد الاتحاد بقى في طبيعة واحدة . ف تم انعقاد مجمع افسس الثاني عام 449 م لمحاكمة أوطاخي و في الأول رفض أوطاخي أن يحضر المجمع لكن في الاخر حضر أوطاخي و أقر بأن ربنا ولد بطبيعتين قبل الاتحاد و أما بعد الاتحاد فاعترف بطبيعه واحدة يقصد بها لاهوت السيد المسيح فقط نتيجة لذلك : حرم أوطاخي و طرده ، لكن لم ينهزم أوطاخي و لجأ للامبراطور و الاساقفة المقتنعين برأيه و بيحبوه و إدانة أوطاخي سببت متاعب كثيرة في القسطنطينية ، واتهم أسقف القسطنطينية فلافينوس الذي حرم أوطاخي بأنه نسطوري ، فلجأ أوطاخي لروما و اسكندرية و أورشليم و تسالونيكي و قدم شكوى للامبراطور و كتب رسالة إلي لاون أسقف روما و اقتنع أسقف روما برسالة أوطاخي رغم إنه لم يدرسها و يفحصها و يتأكد من صحة كلامها فكتب رسالة إلي فلافينوس أسقف القسطنطينية و التي تنص بالآتي : " ترفق بأوطيخا " و بسبب ذلك انعقد مجمع أفسس الثاني لمناقشة بدعة أوطاخي . حضر المجمع ١٥٠ أسقف رأسه البابا ديسقورس بحضور يوليوس أسقف بينوبيلي ممثل لكنيسة روما و جوفينال أسقف أورشليم و دومينوس أسقف أنطاكيا و فلافينوس أسقف قسطنطينية يعني مجمع ممثل فيه كل الكنائس . ٢. إدانة فلافينوس و أوسبيوس و اتهامهم بأنهم نساطرة . ٣. عدم قراءة البابا ديسقورس لطومس لاون التي انتشرت في الكنائس كلها و الناس قرأتها و عرفوا ان هي بتميل للفكر النسطوري التي تنص بأن المسيح اثنين أحدهما اله يبهر بالمعجزات و الاخر انسان يتحمل الالام ، لاون الأول أسقف روما رفض و لم يقبل قرارات و نتائج مجمع أفسس الثاني عام ٤٤٩ م ، فعقد مجمعا غربيا رفض كل ما تم فيه في مجمع أفسس ، و أرسل إعلان مهيد إلى الإكليروس ومجلس الشيوخ و شعب القسطنطينية ، و كتب لاون في ١٣ أكتوبر ٤٤٩ م إلي الامبراطور ثيئودوسيوس الثاني قائلا : "إنه إلي أن يتم عقد مجمع أكبر للأساقفة من كل أنحاء العالم لابد من الامبراطور أن يرتضي بالسماح بأن يظل كل شيء كما كان الوضع عليه قبل مجمع أفسس الثاني" ، لكن رفض الامبراطور ثيئودوسيوس الثاني كلام لاون الأول و نص بالآتي: "أن كل شيء قد تقرر في أفسس بحرية كاملة و بتوافق تام مع الحقيقة ، كما أضاف ثيئودوسيوس أن ما يقصه لاون بخصوص المجمع ليس هو الحقيقة . ثم ليس من حق لاون رفض مجمع دعا إليه الامبراطور في ذلك الزمان و ليس من حقه حرم ديسقورس أيضا . في ١٥ مايو ٤٥١ م صدرت الاوامر الإمبراطورية بعقد مجمع عام في نيقية و بحلول أول سبتمبر وصل الاساقفة، و عقدت الجلسة الأولي للمجمع في 8 أكتوبر عام 451 م .