قامت الدولة المرابطية خلال القرن 5ه / 11 م على أساس دعوة دينية إصلاحية قام بها عبد الله ابن ياسين في صحراء المرابطين ، ثم انطلق بهذه الدعوة إلى المغرب الأقصى حتى يتم نشرها في أرجائه ، وذلك في ظل حملات عسكرية متتابعة انتهت مخضوع المنطقة لقيادة يوسف بن تاشفين المؤسس الفعلى لدولة المرابطين ؟ وفي عهده تم الإتصال بالخلافة العباسية ، اعترافاً بالخليفة العباسي ، وسلطته الروحية على العالم الإسلامى وفى نفس الوقت طلبا للتأييد والاعتراف من الخلافة العباسية وفى هذا دعم للدولة ودعوتها الدينية التي تأسست عليها ، وقد علل بعض المؤرخين سبب إتصال المرابطين بالخلافة العباسية من أن علماء الأندلس طلبوا من يوسف بن تاشفين إعتراف الخلافة العباسية بشرعيته في إدارة البلاد . ومن هنا أرسل يوسف بن تاشفين وفدا إلى بغداد ومعه هدية نفيسة وكتاباً يذكر فيه ما قام به من جهود في سبيل نصرة الدين ويطلب إعتراف العباسيين به وبطبيعة الحال لم يرسل يوسف بن تاشفين الوفد إلى مصر حيث الخلافة الفاطمية وذلك لعد إعتراف المرابطين مخلافة العبيدين نتيجة للخلاف المذهبي ، أن المرابطين مالكية ، بخلاف الفاطميين المؤسسين لدولتهم على المذهب الشيعي فضلا عن أن الخلافة الفاطمية تسربت إليها عوامل الضعف والتفكك وكان إتصال المرابطين بالخلافة العباسية عقب الإنتصار العظيم الذي حققه يوسف بن تاشفين في الزلاقة سنة ٥٤٧٩ / ١٠٨٦م وما أعقبه من فرض سلطانه السياسي على الأندلس ، وقد استجابت الخلافة العباسية لهذا الوفد وأرسلت الخلع والتقليد إلى يوسف بن تاشفين واتخذ إعتراف المرابطين بالخلافة العباسية عدة مظاهر تؤيدة لك التبعية الروحية للخلافة العباسية وذلك حين دعا المرابطون على منابرهم لبني العباس كما كانوا يذكرون أسماء خلفاء بني العباس على نقودهم وبجانب ذلك فإن المرابطين اتخذوا السواد شعاراً لهم في ملابسهم وأعلامهم اقتداء بزى بني العباس ولم يكن موقف المرابطين بالنسبة للخلافة العباسية مقتصراً على عهد يوسف تاشفين ، بل امتد إلى من جاء بعده ، فابنه على بن يوسف الذي تولى المرابطين في سنة ٥٠٠ نراه يواصل نفس سياسة أبيه ، وذلك بالإتصال افة العباسية معترفاً بها وطالباً تجديد العهد وبطبيعة الحال كان الترحيب والإستجابة من جانب الخلافة العباسية ، وقد تمثل ذلك في تلك الرسالة التي أوردها صاحب الحلل الموشية ، وقد أصبح الاعتراف بالخلافة العباسية والدعاء لها على المنابر سمة من حمات حكم المرابطين ، وقد تجلى ذلك عقب سقوط دولة المرابطين وقيام دولة الموحدين ، وما حدث في خلال عهدها من ثورات ،