الطالبة/ ميهاف زيد إبراهيم الزبيدي أ.د. السيد عبد السميع محمد حسونة جامعة القصيــم كلية اللغة العربية والدراسات الاجتماعية قسم اللغة العربية وآدابها الفهرس المحتويات المقدمة: . استنبات الملامح: . 23 2  المقدمة: يدور على ألسنة المثقفين في أيامنا هذه مصطلح حول الشعر العربي في صورته التي توارثناها، والتي تناقلتها الأجيال جيلاً بعد جيل. ذلك هو مصطلح "الشعر العمودي " وما أحسبكل الذين يطلقون هذا المصطلح أرادوا أن بين الوان من القول فقط دون ان يحمل هذا نوعا من الانتقاص من الشعر العربي في صورته وعلى بحر من بحور الشعر المعروفة التي استنبطها الخليل بن أحمد الفراهيدي وأكملها الأخفش ببحر اطلق عليه المتدارك ومعنى هذا أن الذين يرددون هذا القول يحصرون عمودية الشعر في الوزن وحده فالشعر الذي يجيء على هذا البحر ويلتزمه يسمى شعًرا تقليدًيا،  ُ استنبات الملامح: كالسقف وعمد الشيء أقامه ورفعه قال تعالى: ت َ َر رو َن َه ُا  . 1 وفي الحديث النبوي الشريف رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد"2. َهََََََََََٰٰرََ ٱللُُُّٱ ِلَّيُرفعُٱلسمو ِتُُبِغيُۡعم ٖد ِ والعرب تصف ذا الحسب والنسب الرفيع فتقول: رفيع العماد. قال الأعشى:3 طويل النجاد رفيع العماد يحمي المضاف ويعطي الفقيرا وقالت الخنساء في رثاء أخيها صخر:4 طويل النجاد رفيع العمـاد ساد عشيرته امـــــردا نسبكأن عليه من شمس ال ُّضحى نورا ومن فلق الصباح عمودا ً 3 ديوان الأعشى، 4 ديوان الخنساء، بيروت، ص33. مصر ، 1387هـ- 1٩67م، ج1، ص413. 4  ويقال استقام القوم على عمود رأيهم: أي على الوجه الذي يعتمدون عليه1. ومشقة نفسية وذهنية تشاكل ما ألف الناس احياًنا ، وتنحرف عن ذلك الإلف حينا آخر، والمهتمين بالدراسات الأدبية، وبيان ما طرأ على تلك القيم من تطّور في دائرة المشاكلة أو تغيير في والاتباع ، وكشف طبائع الملكات الإبداعية المركوزة في النفوس ما أمكن ، من حيث إسماحها وتعصيها ، ولهذاكانت مهمة عمود الشعر العربي في نظر المرزوقي محاولة ليتميّز تليد الصنعة من الطريف وقديم نظام القريض من الحديث ، ولتعرف مواطىء اقدام المختارين فيما اختاروه ، ومراسم إقدام المزيفين على مازيفوه ، ويُعلم ايضا فرق ما بين المصنوع والمطبوع ، إذ انتقل من دائرته الحسية عندماكان يعني في دلالته المعجمية، ج3،  وعمود البلاغة، وعمود الرثاء، وعمود الشعر ويتضح أن إضافة العمود إلى بعض فنون القول مؤشر واضح إلى اكتناز هذا المفهوم لمجموعة من القيم، والمعايير ، والخصائص المتمثلة في الفن القولي المضاف إليه العمود. ما ذكر الأصبهاني على لسان الطرماح بن حكيم، واعتدا ًدا بقيمة الشعر فلما سئل عن ذلك قال:" ماحق الشعر أن أقوم له ، فيحط مني بقيامي، وأحط منه بضراعتي، وهو عمود الفخر، 2 فارتبط مفهوم العمود هنا بظاهرة سلوكية، فقد أشار الجاحظ إلى أن رأس الخطابة الطبع، وجناحاها رواية الكلام، 1٩54م، ج12، ج1، ص44. 6  يرى أن البيت المستقل بنفسه هو أقرب الأبيات من عمود البلاغة، يعني بلاغة الكلام. وذلك في قوله:" ثم اعلم أن عمود هذه البلاغة التي تجمع لها هذه الصفات ، هو وضعكل نوع من الألفاظ التي تشتمل عليها فصول الكلام موضعه الأخص الأشكل به ، الذي إذا أبدل مكانه غير جاء منه: إما تبدل المعنى الذي يكون منه فساد الكلام ، مما يلفت النظر ما يذهب إليه بعض المشتغلين بالأدب من أن الحداثة لم تعد تتسع لما يسمى "بالشعر الحر" فقد اصبح هذا النوع من الشعر متأخًرا لا يساير تطور الفنون و أصبحت الحداثة عندهم لما أطلقوا عليه "قصيدة النثر" وهكذا لا يكتفي أولئك النفر بالخروجكامل عن ما ألفه العرب وسارت عليه أجيالهم بل عمدوا الى قطع الصلة تماًما بهذا الفن واذاكانت " التفعيلة" هي الصلة الباقية التي تذكرهم بالخليل وبحوره وتفاعيله وبالعرب وفنونهم وشعرهم فلتذهب هذا التفعيلة الى الجحيم تحت مسمى "الحداثة". مرجع سابق، ص128.  إن أول مرة نتلقى فيها بهذا الاصطلاح النقدي في القرن الرابع الهجريكانت على يد الناقد الفذ علي بن عبدالعزيز الجرجاني صاحبكتاب "الوساطة بين المتبني وخصومه" ولقد وجد القاضي الجرجاني متغيرات اصابت الشعر العربي بعد الاتصال بالحضارات المختلفة واتساع ثقافة الشعراء وبالتالي اتساع الخيال المبدع لديهم وادخالهم في الشعر أمورا لم تكن مألوفة من قبل وهي أمور صدمت العقلية التي الفت بساطة التعبير التلقائية فيه1. ومالت إلى ما جاء عفو الخاطر ومن خلال البديهة والبعد عن التجويد الفني واعمال الفكر حتى اننا نجد من بين الناس من لا يقبل شعر ابي تمام. ص465 ، 466.  ووسط هذا الصراع الذي لا يتلقى فيه فريق بالآخر ويبعد فيهكل منهما عن النصفة والانصاف يظهر القاضي الجرجاني ليقوم بالوساطة بين المتخاصمين لكن هذا الوساطةكانت في الحقيقة أوسع مدى من الوقوف عند ابي الطيب المتنبي . والسبب في ذلك ان المتنبي لا يعدو أن يكون حلقة من سلسلة متصلة الحلقات نبدأ من تلك الفترة الضاربة في القدم والتي بدأت فيها المحاولات الأولى للشعر ضعفة وهنانة واخذت تقوى وتستقيم حتى استوت فنا له قيمته على نحو ما وصل الينا من شعر صاحب قضية عمود الشعر: الآمدي فيكتاب الموازنة بين أبو تمام والبحتري: على الرغم مما نجد في عبارات الآمدي من تحديد لبعض النواحي التي خرج فيها أبو تمام على ما يسمى "عمود الشعر" فإن فيها تعميًما أوقع الباحثين في لبس. ذلك لأن الآمدي لم يحدد مذهب الأوائل الذي أشار الى خروج الشاعر عليه، كما ان مفهوم الطبع عنده يختلف عن مفهوم الطبع عند غيره من النقاد، فهو عنده مقابل للصنعة الفنية وعند بعض النقاد يعني الموهبة. الاحسان " 2. ويبدو أن الآمدي ومن سلك طريقه من الذين يجعلون الطبع مرادفًا للبديهة والارتجال والتلقائية لا يزالون تحت سيطرة ماكان يعرف في النقد اليوناني وبخاصة 1 الوساطة بين المتنبي وخصومه ، 1368هـ- 1٩66م، ص 33-34. 9 عند افلاطون بالإلهام او عند العرب بشياطين الشعراء أولئك الذينكانوا يقولون من خلالهم والذين يعبر عنهم الشاعر العربي القديم بقوله: إني وانكنت صغير السن وكان في العين تبوعني فإن شيطاني أمير الجن يذهب بي في الشعركل فن عبارتهم. تأثر عبد القاهر الجرجاني بكتاب الآمدي "الموازنة": لقد القى القاضي الجرجاني الكثير من الأضواء على ما يراد بشرف المعنى حيث بين ان المقصود بذلك ليس تناول الفضائل الإنسانية والمثل الأخلاقية دون سواها فالدين والأخلاق شيء والشعر شيء مختلف عنهما وله قوانينه التي يحتكم اليها في مرجع سابق، ص64. 10  ويذكر القاضي الجرجاني امثلة لما اخطأ فيد قدامى الشعراء، لكن هذه الأمثلة تأتي أحيانا عن عدم المام الشاعر بصفات الموضوع الذي يتناوله او عدم معرفته لأحواله كأن يصف الضفادع بأنها تخاف الماء او يطلق على الجمل صفة الناقة او يزعم 1 ولم يقف النقاد القدامى "بعمود الشعر" عندكل من اللفظ والمعنى بمعزل عن الآخر فلا يوجد معنى دون وجود لفظ يشير اليه ويدل عليهكما لا يوجد لفظ لا يعبر عن معنى أياكان هذا المعنى ولهذا عادوا الى هذين الشقين ونظروا اليهما معا وقالوا ان عمود الشعر لا يستقيم ما لم يتم الائتلاف بين اللفظ والمعنى . وكانت هذه النقطة جديرة بالنظر من النقاد لأنها تنظر الى هذين العنصرين دون تمييز بينهما فهي لا تبحث أي العنصرين افضل من الاخر ومن ثم ينظر الى الفن من ناحيته نجده في صحيفة بشر بن المعتمر الذي يرى انه من حق المعنى الشريف أن يكون له اللفظ الشريف وقد سبقت الإشارة الى المراد بالشرفكما ان القاضي الجرجاني يرى أن أنواع الشعركلها لا تجري مجرى واحدا. بل ترتبكلا مرتبته وتوفيه حقه ، مرجع سابق، ص10 وما بعدها.  فلكل واحد من الامرين نهج هو املك به وطريق لا يشاركه الاخر فيه، والقاضي الجرجاني لا يخص الشعر بهذا القول بل يطلب تحققه في الكتابة أي ًضا. 1 جهود عبد القاهر الجرجاني في مقاييس عمود الشعر: ما سبقت من شعر الشعراء الآخرين ومثل هذه الدراسةكان ضروريا ليستطيع الناقد الكشف عن شاعرية ابي الطيب ومدى اجادته في فنه او اخفاقه فيه وهذاكله لابد ان يكون من خلال مقاييس موضوعية يحتكم إليها وان هذه المقاييس سوف تكون متطورة عن المقاييس التيكانت سائدة قبله. ومن هنا وجد القاضي الجرجاني من المهم أن يبين المقاييس التيكان العرب يحتكمون اليها ويفضلون بها هذا الشاعر على ذاك او ينزلون بها هذا الشاعر عن غيره من معاصريه. أما تلك المقاييس فهي التي يقول فيها:" وكانت العرب انما تفاضل بين الشعراء في الجودة والحس بشرف المعنى وصحته وجزاله اللفظ واستقامته وتسلم السبق لمن وصف فأصاب وشيه فقارب، ولا تحفل بالإبداع والاستعارة إذا حصل لها عمود الشعر ونظام القريض". ص 34، ط4 البجاوي. 12  وبعد محاولة القاضي الجرجاني التي أشار فيها الى ما يطلق عليه "عمود الشعر" جاء المرزوقي شارح ديوان الحماسة الذي جمعه أبو التمام وفي المقدمة التيكتبها المرزوقي تحدث عن عمود الشعر حديثا مفصلا بين من خلاله اسسه والمعايير التي يمكن العودة اليها في الحكم بالتزامه أو البعد عنه. المرزوقي واضافة مقاييس جديدة لعمود الشعر: لقد وجد المرزوقي تحولا في الصناعة الفنية، وجنوحا عن أساليب العرب ورغبة في احداث الوان طريفة من التعبير فاراد أن يميز بين الاتجاهات المختلفة التي تسير على مرجع سابق، ص6. 13  وأول المبادئ التي تصادفنا في عمود الشعر والتي اخذت شكلها النهائي مصطلحات نقدية على يد المرزوقي هو ما اطلق عليه شرف المعنى واهتمام نقادنا القدامى بالمعنى واعلائهم من قدره و ارجاع حسن الصنعة إليه في بعض الأحيان – وعند بعض النقاد – يدل على انهم لم يكونوا يقبلون الشعر الفارغ في المعاني أو فارغ المحتوى وابن قتيبة يضع الشعر في مراتب اعلاها ما حسن لفظه ومعناه وادناها ما ساء فيه اللفظ ولم يشتمل على معنى جيد والثاني ما حسن فيه المعنى وقصر اللفظ عن الوفاء أما المرتبة الثالثة فهي التي تعنينا هنا والتي يقال عنها أن لفظها حسن ولكن اذا فتشتها لم تجد فيهاكثير معنى وقد مثل لهذا النوع من الشعر. إن هذه الأبواب التي جمعها المرزوقي قد بدأ رصدها منذ بداية التأليف في النقد العربي، التي اصبحت من أبواب عمود الشعر ، وقضية اللفظ والمعنى ، والدراسات التي تناولت اعجاز القرآن ، وبعض المواقف النقدية التي عالجت بعض الظواهر الاسلوبيةكظاهرتي الوضوح والغموض ، وكذلك بعض القضايا الأخرى، مثل علاقة الخيال بالصدق والكذب والذهنية والمزاجيّة ، وبيان المؤتلف والمختلف من خصائص الشعر والنثر. 1 ويبدو أن الدوافع التي دفعت المرزوقي إلى جمع ابواب عمود الشعر لا تختلف عن الأسباب التي دفعت ابن المعتز إلى تصنيفكتابه " البديع " إلا في طبيعة الظاهرة الأدبية ، فالمرزوقي يشير إلى أهمية معرفة وظيفة عمود الشعر المعروف عند العرب ، لبيان تليد الصنعة من الطريف ، لم يسبقوا إلى استخدام فن البديع " ولكنهكثر في اشعارهم ، فعرف في زمانهم حتى سمي بهذا الاسم فأعرب عنه ، مرجع سابق، 1404هـ-1983م، ص398.  الأولى: مشكلة اللفظ والمعنى وانصاركل منها . والثانية: مشكلة الاختيار . والثالثة : مشكلة العلاقة بين النظم والنثر. وربما بدأ لأول مره ان المرزوقي عاد يكرر الثنائيات السابقة: من مثل اللفظ والمعنى والصدق والكذب والطبع والتكلف وما اشبه ولكن هذه الثنائياتكانت تقتضيها طبيعة مقدمته أولا، ثم انه لم يمض عنها حيث تركها أصحابها بل أضاف اليها ما اسعفه به فهمه وتصوره . أسس قديمة. واضعف المشكلات الثلاث في مقدمته هي المشكلة الثالثة لأنها محاولة لتفسير ظاهرة عملية تتفرع في ثلاث فروع: (أ) المفاضلة بين الشعر والنثر (ب) السبب في قلة البلغاء وكثرة المفلقين (جـ) السبب في قلة البلغاء وكثرة الشعراء ، مرجع سابق ، ص399. 16 سيتصدى لها ابن رشيد بالرد)كذلك فان الشعراء حطوا من قيمة الشعر بتعرضهم للسرقة حتى قيل "الشعر ادنى مروءة السري واسرى مروءة الدني"(وهو موقف سينقضه ابن رشيق أيضا ) وثالث الأدلة على شرف النثر ان الاعجاز بالقرآن لم يقع بالنظم ولهذه الأسبابكان النثر ارفع شأنا من الشعر ومن ثم تأخرت رتبة الشعراء عن الكتاب وقد شهدنا نظائر لهذه التعديلات عند نقاد القرن الرابع وهي محاولة لتفسير ماكان سائدا في المجتمع من رفعة الكتاب وانخفاض شان الشاعر ولكنها لا تتصل عند المرزوقي بالفكرة الفلسفية المحرفة عن صدقة المخاطبة وكذب الشعر. مرجع سابق، ص19. 17  قضى المرزوقي على قول من قد يقول: الشعراء اعرف الناس بنقد الشعر ولم يلتفت الى ما حدث في تاريخ النقد العربي ، لم يلتفت الى ان ابن المعتز وابن طباطبا والآمدي والجرجاني وغيرهمكانوا شعراء. ولكن ابن فارسكان قد قال من قبل: ان اختيار الشعر موقوف على الشهوات، فيتصدى المرزوقي للرد عليه دون ان يسميه وذلك بلجوئه الى القول بوجود مقاييس نقدية عامة يشترك فيها زيد وعمرو وان من اتقن تلك المقاييس وتدرب على استعمالها " لا ينظر الا بعين البصيرة ولا يسمع الا بأذن النصفة ولا ينتقد الا بيد المعدلة ". وارجع الى ما قالهكل من قدامة والجرجاني ( دون ان يذكر المرزوقي اسميهما ) حول الخروج عن العادة والطبع وحول الحشو وما الى ذلك . مرجع سابق ، ص401-402. 18 ومثل هذه المقاييس المنطقية تمنح العيار جاهزية مسبقة ينظر بها إلى النصوص الأدبية وفق منطقه، مع أنه يفترض في النص أنه هو الذي يستدعي المعيار المناسب لمكوناته البنائية، وتقويما ، لذلك لم تكن المفاهيم النقدية في عمود الشعر مفاهيم قياسية بقدر ماكانت مفاهيم فنية تهتم بتوصيف الظاهرة الأدبية، متخذة من الطبع مرتكًزا لتقديراتها المعيارية، ومنتمية في منطلقاتها إلى خصوصية الفكر العربي من حيث القيم المعرفية، وإلى خصوصية اللغة العربية من حيث القيم الصياغية، إذ من الصعوبة بمكان أن تنفصل مهمة عمود الشعر العربي عن سياقها الفكري مادة ولغة ، لأن الفكر وحدة متكاملة تؤثر بنياته التي يتكون منها في بعضها ، وهذا ما تلمسه في بنيات الفكر العربي الإسلامي الذي لا تستقل بنية من بنياته بمهمتها بمعزل عن البنيات الأخرى ، وهذا ما تنفرد به المفاهيم النقدية العربية المنتمية من خصوصية استمرار الحياة في وظائفها، 1 تاريخ النقد الأدبي عند العرب، مرجع سابق ، ص 531. وهذا ما تحقق في طريقة العرب المتمثلة في قواعد عمود الشعر العربي و متعلقاتها التي أكدت على أهمية جريان لغة الشعر العربي على مجاريكلام العرب، لهذاكانت طريقة العرب في بناء شعرهم جديرة بالاهتمام لاتساعها لكل إضافة جديدة، الغابرين ، أو تحطيم تلك المفاهيم ، مرجع سابق ،  الخاتمة: مرجعية الفكر العربي الإسلامي هي مرجعية المعرفة الإلهية التي لا تعرف الانقطاع ، لأنها تحتضن في جوهرها ، ومقوماتها مرونة التعامل معكل ما يطرأ على حياة الناس، من تحولات فكرية وإبداعية جديدة، قادرة على الإضافة والتجدد والاستمرار ، فيما يخص المنتج البشري المنتمي إلى هذه المرجعية الربانية، وما دار حولها من حركة فكرية استمدت عطاءاتها من هذه المرجعية التي تمثل المعرفة الحقيقية لقضايا الكون والحياة والناس، لذلك يفترض في المفاهيم النقدية العربية الفاعلة أن تكون مرنة في اتساع حدودها الوظيفية باتساع طاقات المرجعية المعرفية التي تنتمي إليها، وفق قواعده وحدوده، مادة ولغة ، نتاجهم ، لمعرفة مدى القرب أو البعد عن ذلك النموذج. 21  من هنا قامت هذه الدراسة على توسيع النظرة حول طريقة العرب في بناء شعرهم نشأة ومفهوما من خلال أبواب عمود الشعر العربي ومتعلقاتها، مستعينين على ذلك برصد بعض تلك المفردات من دوائر خارج دائرة الحركة النقدية، وذلك ما تيسر لنا من بنية الشعر العربي في بعض صفاته الاستحسانية أو في ما ضاد ذلك، وقدكشفت هذه المرحلة الأولى من مراحل النشأة التي أطلقت عليها مرحلة استنبات الملامح بعض العناصر والمفاهيم النقدية الوصفية، التي تمحورت مهماتها النظرية حول معيارية الحد ، والتعريف، وتحديد بعض المهمات الأدائية ، وهى مرحلة تكوين العناصر، وكانكتاب البديع لا بن المعتز قمينا بأن يكون بداية هذه المرحلة التي تكونت فيها العناصر عند عدد من النقاد والبلاغيين. وتناولت المرحلة الأخيرة مفاهيم عمود الشعر ومتعلقاتها عند الآمدي والقاضي الجرجاني، والمرزوقي، الذين عالجوا مفاهيم العمود من منطلق الموازنة بين طريقة العرب في الشعر، وكان هدف الآمدي اخراج أبي تمام من دائرة طريقة العرب في الشعر، ص 361. ص4203. 1423هـ، مصر، ص347. بدون تاريخ، 11. ص127. 12.  1387هـ - 1٩67م، ص ۸ – ۹. 15. الوساطة بين المتنبي وخصومه ، مطبعة عيسى البابي الحلبي، 1368هـ- 1٩66م، القاهرة، 1٩٩4م،