ظهرت عدة محاولات منذ بداية الإنسانية لمحاولات فهم وتفسير الأمراض العقلية، وقد كانت مختلف التفسيرات تتناسب ومختلف أنماط السلوك التي ظهرت وتسلسلت عبر الزمان، وهذا التسلسل لمختلف التغيراتيسمح لنا بفهم كيفية ظهور علم النفس الإكلينيكي.وقد أشارت دراسات الدلائل الأنثروبولوجية والدراسات الثقافية المستعرضة للمجتمعات البدائية إلى أنَّ الإنسان البدائي قد أخفق في التفرقة بين الاضطرابات الجسمية والعقلية، بل حتى لم تكن لديه إلا القليل من الفهم للتكوين البيولوجي لجسمه، ولأنَّ الإنسان البدائي كان يجهل تشريحه وجوانبه الفيزيولوجية نراه قد عجز عن تفسير السلوك الغريب على أساس منالعوامل الطبيعية، وأنه نسبها بدلاً من ذلك إلى عوامل أو أرواح غريبة كان لها القدرة على أن تلج إلى الجسم على نحو ما ، ورغم أنَّ الخرافات البدائية قد استمرت حتى العصر الكلاسيكي وما بعده؛ إلا أن التاريخ يكشف لنا محاولات قد أجريت قبل العصور الذهبية لليونان والرومان لإيجاد طريقةأكثر معقولية لفهم مرضى العقل وعلاجهم. فقد نسب قدماء الصين والمصريين واليونانيين المرض النفسي إلىعملية امتلاك الشيطان أو مسه للمريض، واعتقدوا بانتشار الأرواح الخيرة والشريرة، وبمسؤولياتهما عن الحوادث الطبيعية والاجتماعية والفردية.