فرشاة عريضة وموجهة وتحركاتها في رحلة داخل تلك اللوحة وموضوعها. وقد منح ذلك لوحاته إيحاءً فريدًا بالحركة والاهتزاز، إضافة إلى أن تكرار اتجاه ضربات الفرشاة ساعد بتشكيل الموضوع وملامحه. من المؤكد أن إحساس فان جوخ بالفضاء والحركة من حوله لم يكن عاديًا، وإلا لما نجحت لمساته الفنية برصد ذلك الإحساس . لكنه صوّر حركة السماء واضطرابها بدقة مدهشة. سترى أن ضربات الفرشاة العريضة قد خلّفت ظلالًا صغيرة وأجزاءً مضيئة على اللوحة، وأضفت عليها جودة ديناميكية ثلاثية الأبعاد. سيتغير مظهرها قليلاً مع حركة الظلال الصغيرة والأجزاء المضيئة وتغدو ضربات الفرشاة العريضة ملحوظة بشكل أكبر أو أقل، التحديد كثيرًا ما استخدم فان جوخ الخطوط الداكنة لإبراز العناصر، وربما يعود ذلك إلى تأثره بالفن الياباني والمطبوعات الخشبية، إلا أنها قوية حينما ترغب بإبراز عنصر ما، لكنها تعدّ أسلوبًا أكثر من كونها واقعية، فنحن لا نرى الأشياء في العالم محددة بخطوط داكنة ودقيقة، بل تُرسم ببساطة ليكون هناك انتقال فوري بين العنصر الواحد والألوان المحيطة به. النقطية مثل لوحة Undergrowth. رغم أسلوبها الحاد. كما استخدم فان جوخ لمسات الألوان الدقيقة للتعبير عن الحركة والنشاط، كما لو أن العشب والأوراق تتطاير مع الريح. وبول سينياك، وهنري إدمون كروس، وغيرهم، لكن فان جوخ استخدمها بشكل أقل، والأغلب أنها كانت مجرد تقنية من بين عدة تقنيات أخرى. حيث نرى أنه حصر استخدام فن التنقيط للجدران والأرضية في لوحة Interior of a restaurant واستعان بضربات الفرشاة الدقيقة والألوان الخالصة لبقية العناصر. ونرى في لوحته Lilac Bush أنه جمع بين فن التنقيط والتحديد إلى جانب الأشكال الملونة الخالصة. فقد استخدم ضربات أفقية في رسمه للسماء، بينما استخدم ضربات متباينة ومتنوعة في النباتات الرئيسة؛ أما العشب في الأسفل، استخدام الألوان بدأ فان جوخ مسيرته الفنية باستخدام ألوان مملة ومحدودة، وكان ذلك في حوالي عام 1886، ومضى قدمًا في استخدامها. ولو اضطررت لاختيار نقطة التحول في مسيرته ، فستكون لوحته Le Moulin de la Galette، وقد أسهمت مواضيع لوحاته واتباعه لنمط الألوان القوية والمنطقية في إنجاز ذلك الأمر. فلربما استخدم ألوانًا دافئة و مشرقة لغروب الشمس، وعلى الرغم من مبالغته في مواضيع لوحاته وأسلوبها، إذ نجد في العديد من لوحاته تقديرًا جليًّا لتألق اللون الأصفر. وبالأخص لوحة Wheat Field with Reaper and Sun المذهلة. حيث يتوهج اللون وكأنه ضوء الشمس بالفعل. سرعة الإنجاز عمل فان جوخ بشكل سريع، وحفلت سنواته الأخيرة بإنتاج غزير، خاصة وأنه علم أنه لا يملك الكثير من الوقت للعمل. وربما يكون مردّ هذه السرعة إلى القيود المالية، حيث أن سرعة استخدام الدهان تقلل من الهدر والتكلفة. أضاف ذلك النهج السريع سحرًا لأعماله، واهتم بنقلها إلى القماش فحسب. فقد قام بكل ما هو ضروري لإتقان العلامات المطلوبة. وفرش قديمة بالية، والنهاية غير الحادة للفرشاة، ولا ريب أن هذا النهج لن ينجح مع الجميع، فالأيدي المبتدئة ستصاب بالإحباط وتخلّف فوضى على القماش. إذ يجب أن تملك الحدس والخبرة الكافية من أجل أن ترسم بسرعة، وهو أمر جيد أيضًا. العاطفة والأسلوب امتازت أعمال فان جوخ بأساس عاطفي قوي، فهو لم يرسم ما يراه وحسب؛ من المهم ألا تقتصر ملاحظتك في مراقبة العالم المادي من حولك، بل تمتد أيضًا إلى الغوص في مظاهر الحياة الدقيقة، والمشاعر. موضوع مشابه، وظروف مختلفة هناك عدة أمثلة على قيام فان جوخ برسم الموضوع ذاته مرارًا وتكرارًا تحت ظروف مختلفة.