بدأت فكرة العلمانية تغزو العالم الإسلامي منذ أكثر من قرن من الزمان لكنها لم تتمكن إلا في بداية القرن العشرين الميلاديحين طبقت - على مستوى الدولة - على أنقاض الخلافة العثمانية ثم سرت إلى أكثر بلدان العالم الإسلامي وكانت هناك عدة عوامل رئيسية ساعدت على ظهور انتقال العلمانية إلى العالم الإسلامي أهمها:أولاً : انحراف كثير من المسلمين عن العقيدة الصحيحة المستمدة من الكتاب والسنة فوقعت الأمة في شرك حقيقي، وذلك بما يمارسه الناس من بدع الأضرحة والمشاهد والمزارات وتقديس الموتى والاعتماد عليهم في جلب النفع ودفع الضرر، ووصل الأمر إلى حالة مزرية جداً حين كانت جيوش المستعمرين تقتحم المدن الإسلامية، والمسلمونيستصرخون بالأسياد أو الأولياء الذين قد مضى على وفاتهم مئات السنين. وكثرت البدع والخرامات والشعوذة والأهواء وقل الفقه في الدين بينهم.ومن انحراف بعض المسلمين عن عقيدتهم ظهور الفرق البدعية بينهم، مثل بدع الإرجاء والجبرية الصوفية. وكان من الأخطاء الأساسية في الفكر الصوفي الانحراف في مفهوم العبادة،متأثرة بالفكر البوذي والفلسفات المنحرفة. وأما بدعة الإرجاء فقد أخرج العمل من مسمى الإيمان، فصار الإيمان فقط قلبي وعندها فرط كثير من المسلمين في العمل ،فانتشرت المعاصي ، وترك العمل الجاد والمنتج في الأمة.وأما بدعة الجبرية فقد سببت الاحتجاج بالقدر على المعاصي والتأخر والتخلف، فصار كثير من المسلمين يرضون بالتخلف والانحراف بدعوى أنه مقدر عليهم ولا مناص منه.ثانياً: الاحتلال الغربي للعالم الإسلامي: ولكن لما كان المسلمون متمسكين بدينهم وأكثر استعداداً للجهاد في سبيل الله، فلما ضعف المسلمون وكثرت فيهم البدع والخرافات واجتالتهم الصوفية، ولجأ بعضهم إلى التعلق بالقبور والتمسح بها والذبح لها ودعاء الموتى، واستسلم بعضهم إلى ملذات الدنيا، والبعضالطرق الآخر بدأ يتشبث بالأفكار الوافدة، وقعدوا عن الجهاد، ولأنهم يتمكنون من العمل فيوذلك بمحاولة إبعاد المسلمين عن دينهم بوسائل مختلفة، التحديث أو الحداثة،