لطالما حيرت مسألة نشأة اللغة المفكرين، فقد غلب على البحوث فيها التأمل دون حجة قاطعة، مما دفع جمعية اللسانيات بباريس لحظر بحثها في أواخر القرن التاسع عشر. إلا أن الموضوع عاد بقوة في السبعينيات من القرن العشرين. اهتم العرب القدماء بهذه المسألة، فبرزت نظريتان: أولاهما "نظرية الوحي" التي ترى أن اللغة من عند الله، مستندة على آية "وعلم آدم الأسماء كلها"، وممثلها ابن فارس. أما الثانية، "نظرية المواضعة والإصطلاح"، فرأت أن اللغة نتاج اتفاق وتداول، وقد دافع عنها ابن جني.