مراحل جمع اللغة من الطبيعى أن تنشأ الدراسات اللغوية الخالصة ضعيفة ثم تنمو شيئاً فشيئاً ثم بعد ذلك تصل إلى مرحلة النضج والاكتمال ، هنا فقط ظهرت المعاجم أما بادىء ذي بدء فلم تسكن المعاجم وإنما كانت رسائل لغوية صغيرة ذات اتجاهات مختلفة ويمكننا القول بأن الدراسات اللغوية سارت 1 في مراحل ثلاث : المرحلة الأولى : جمع للكلمات حيثما انفق . جمع الكلمات المتعلقة بموضوع واحد فى موضع واحد . والذي دعا إلى هذا في اللغه - على ما يظهر - أنهم رأوا كلمات متقاربة المعنى فأرادوا تحديد معانيها فدعاهم ذلك إلى جمعها في موضع واحد وتوجت هذه المرحله يكتب تؤلف في الموضوع الواحد فألف أبو زيد الأنصاري ( توفى سنة (٥٢١٥ ) كتابا فى المطر وكتابا في اللبن وألف الأصمعي ( توفى سنة ٥٢١ ) كتبا كثيرة كل كتاب في موضوع محبيها كتاب النحل والعسل ولابن الأعرابي ( توفى سنة ٢٣١ ه ) كتاب في الذباب وألف النضر بن شميل ( توفى سنة ٢٤١) كتابا في خلق الفرس. ويدخل ضمن هذه المرحلة المؤلفات الآتية : الألفاظ الكتابية للهمذاني (1) وفقه اللغة للتعالي والمخصص لابن (۲) ويطلق على هذا اللون من الجمع اسم المعاجم المبوبة أو معاجم بل هناك من الصفات ما يصعب على الباحث مبتغاه . المرحلة الثالثة : وش هذه المرحلة وضعت المعاجم بحيث يشتم المعجم كل الكلمات العربية على نمط خاص ايرجع إليه من يريد البحث عن معنى كلمة أو حقيقتها أو أصلها ويمكننا القول بأن فى القرن الأول الهجرى كان بدء التأليف اللغوى وفي القرن الثاني الهجرى بدىء بتأليف المعاجم العربية ورائد المعاجم العربية الأول هو الخليل بن أحمد ثم توالت بعده الجهود فألف القالي بارعه والأزهرى تهذيبه و ابن دريد جمهرته السابقة وهي التي تسمى بالمجربة مبوبة حسب المعالي والموضوعات والمعجم المجنس يلجأ إليه المرء عندما يخفى عليه المعنى أما المعجم المبوب فيلجأ ليه لإيجاد الألفاظ التي تعبر عما يدور في الذهن من خواطر وأفكار منهج العلماء في جمع اللغة : واد اللغة من كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ومما أثر على . العرب الفصحاء شعراً ونثراً . وحرصا منهم على سلامة اللغة أفرطوا في التحرى وتشددوا في إظهار الحق والصواب فلم يدونوا إلا ما صح لديهم سماعا عن أعراب البادية الذين شافهوهم وعاشوا بين ظهرانيهم، ولذلك لم يأخذوا اللغة ممن يشك في فصاحة لسانه المخالطقه غير العرب . ولذلك وجدنا العلماء يفرقون بين القبائل فيأخذون عن بعضها ويرفضون الأخذ عن البعض الآخر فقد أورد السيوطي في المزهر أن أبا إبراهيم الفارابي قد حدد في أول كتابه ( المسمى بالأنفاظ والحروف ) أسماء القبائل التي يحتج بكلامها وأسماء القبائل الى لا يستشهد بما يسمع منهم فيقول السيوطى نقلا عنه لقد كانت قريش أجود العرب انتقادا للافصح من الألفاظ وأسهلها على اللسان عند النطق وأحسنها مسموعا و أ بينها إبانة عما في النفس والذين لخالطتهم للهند منهم نقلت اللغة العربية وبهم اقتدى وعنهم أخذ اللسان العربي من بين قبائل العرب هم قيس وتميم وأسد كان هؤلاء هم الذين منهم أكثر ما أخ أخذ ومعظمه وعليهم انكل فى الغريب وفى الإعراب والتصريف ثم هذيل. وبعض كنانة وبعض الطائيين ولم يؤخذ عن غيرهم من سائر قبائلهم. وبالجملة فإنه لم يؤخذ عن حضرى قط ولا من سكان البراري ممن كان يسكن أطراف بلادهم المجاورة لسائر الأمم الذين حولهم فانه لم يؤخذ لا من ظم، لا من جذام المجاورتهم أهل مصر والقبط ولا من قضاعة وغان وأباد المجاورتهم أهل الشام وأكثرهم نصارى يقرءون بالعبرانية. ولا من تغلب والقمر فإنهم كانوا بالجزيرة مجاورين لليونان ولا من بكر المجاورتهم القبط والفرس ولا من عبد القيس وأزد همان لأنهم كانوا بالبحرين مخالطين للهنود والفرس ولا من أهل اليمن لمخالطتهم تجار اليمين. المقيمين عندهم . نقية صافية أضف إلى ذلك أنهم توقفوا في جمعهم للغة وتدوينهم عند زمن معين فارتضوا الأخذ عن فصحاء العرب حتى نهاية القرن الثاني المجرى ونظرا لتمكن فصحاء البادية من اللغة استباح العلماء الأخذ عنهم حتى منتصف القرن الرابع الهجرى . وما عدا ذلك لم يأخذوا منه شيئا بل توقفوا على الأزمنة السابقة ومن أعظم هؤلاء العظماء : الخثعمي ، وأبو خيره المدوى ، وأبو الدقيش - وكان من أفصح العرب - وأبو مهدية الأعرابي وأبو المنتجع ،