مقدمة بات الإعلام في العصر الراهن من أكثر الأجهزة المستعملة لصناعة الرأي العام، وتوجيهه وفق ما يخدم مصالح وأهداف الأطراف والجهات المتحكمة في وسائل الإعلام. ويبلورون اتجاهاتهم، دون أن يشعروا، ولاسيما في عصرنا هذا، حيث تم تطوير وتحديث التقنيات والأساليب المعتمدة في الدعاية والترويج والتضليل، فوسائل الاعلام أصبحت تستعمل تقنيات فعالة للإقناع والتأثير. وهذا ما جعل وسائل الإعلام من أنجع الأدوات المستعملة في عدة مجالات، كوسائل الممارسة الدعاية للسلع والخدمات، كما تم توظيفها في المجال الديني للترويج للمذاهب والتيارات الدينية، والممارسة مختلف الحملات الإعلامية لفائدة مرشح أو رئيس حزب أو لفائدة النظام الحاكم. الخ) . للواقع المعيش، لدى العديد من الأفراد، بالإضافة إلى اختلاط المفاهيم والأفكار، بشكل جعل الناس يستعملونها في غير محلها ويحاولون تجسيدها وتطبيقها في غير موضعها. وتذكر في سياقات لا تمت لها بصلة، وتتشدق بها وتتفاخر بها كلما أتيحت لها الفرصة، الخ إن تحول الصحافة عن أداء مهامها الأساسية في خدمة المجتمع وتنويره وإعلامه وإرشاده، والرفع من وعيه وإدراكه السليم لمختلف القضايا والمواضيع، جعل بعض الكتاب والإعلاميين والدارسين يتساءلون عن الدور الحقيقي للإعلام. أم أنها جهاز من أجهزة "صناعة الواقع" و "تشكيل الرأي العام"، وأداة من أدوات التحكم في عقول وعواطف الجماهير بل والتضليل في الكثير من الأحيان . من خلال ما تقدم تتنزل أهمية دراسة التضليل الإعلامي في عصر الرقمنة تحقيقا لأهداف توجيه الرأي العام والجماهير عالجت هذه الدراسة الوصفية التحليلية للتضليل الإعلامي في عصر الرقمنة " مستندة لنموذج الحالة الموريتانية "_ الموضوع انطلاقا من فصلين ، يتضمن كل واحد منها مبحثين وتحت كل مبحث ثلاثة مطالب وهو ما يتضح من خلال منهجية الخطة البحثية التي تتكون من التالي : خطة البحث : مقدمة - تعريف التضليل الإعلامي في عصر الرقمنة - أهمية دراسة الحالة الموريتانية في هذا السياق - أهداف البحث والأسئلة البحثي الفصل الأول: التضليل الإعلامي في عصر الرقمنة: المبحث الأول: تعريفات ومفاهيم أساسية: المطلب الأول : تعريف التضليل الإعلامي -المطلب الثاني: أنواع وأشكال التضليل الإعلامي -المطلب الثالث :التقنيات والأساليب المستخدمة في التضليل الإعلامي المبحث الثاني: تطور وسائل الإعلام والرقمنة: المطلب الثالث _ تأثير الرقمنة على نشر المعلومات وتداولها الفصل الثاني: دراسة الحالة الموريتانية: -المطلب الثاني : التنظيم القانوني لوسائل الإعلام في موريتانيا -المطلب الثلث : التحديات التي تواجه الإعلام الموريتاني. المطلب الأول - الأدوات الرقمية المستخدمة في التضليل الإعلامي. المطلب الثاني : الأساليب الشائعة في التضليل الإعلامي وتأثيره على المجتمع الموريتاني - خاتمة كما أنها باتت موضوعا بحثيا أكاديميا مطروحا في مختلف المحافل والمنتديات والمؤتمرات العلمية . حالة نعيشها و نشاهدها يوميا من زاويتين اثتنين : تتعلق الأولى : بكوننا متلقيين عاديين للأخبار( مستقبل ) بشكل يومي بل وعلى مدار الساعة وعبر منصات رقمية كونية متعددة المصادر والوسائل وطرائق العرض وعبر خوارزيميات متداخلة . أما الزاوية الثانية : فهي لاشتغالنا في غرف الأخبار كصحفيين ومحررين ومذيعين وبل ناشرين للأخبار بعد جمعها طبعا من مصادرها المتنوعة وإخضاعها للغربلة والتأكد من مصادرها التي تكون عادة موثوقة ، وأحيان كثيرة متعددة ومفتوحة ، وتستدعى التوقف والتمحيص والنقد والاستبعاد في الكثير من الأحيان . فالمشهد الإعلامي والمعلوماتي في موريتانيا يتمتع بعدد من السمات الهيكلية التي تجعله عرضة بشكل خاص للتضليل ، بحكم ضعف الثقافة الإعلامية ذلك أن المجتمع الموريتاني يفتقر إلى مهارات التحقق من الأخبار، مما يجعله عرضة لتصديق المعلومات المغلوطة دون تمحيص. زد على ذلك التأثير السياسي والاجتماعي إذ تستخدم الأخبار الزائفة أحيانًا كأداة للتأثير على الرأي العام، سواء لتحقيق أغراض سياسية أو اجتماعية،