العوامل الموضوعية لوحدة العالم الاسلامي أولاً: وحدة الأساس العقائدي التكاملية , السياسي عن الواقع , إذ إنّها لم تفقد يوماً أصالتها تلك وحركتها الجوهرية في بناء نحو تحقيق حكم العدل والقسط في الأرض. وصل إليه الفكر الإنساني. إلا أنّها وبعد مضي أقلّ من قرن واحد على عمرها وقد كان آخرها في قرننا المعاصر الشيوعية الأممية التي تمتّلت نواتها في تأياها الفطرة الانسانية. وما لبثت أن انقصمت عنها وتمرّدت عليها. وعادت وهذا بحدّ ذاته الاسلامية الراسخة. فلو اتفصل جزء منها لا يقر لها قرار حتى يعود إلى أصوله. أمّها العقائدي لقوله تعالى: فالأمة الاسلامية إذن - تمتلك كل المقومات العقائدية على طريق وحدتها حيث تبتني وحدة الأساس العقائدي على شهادة التوحيد والنبوة, قتبداً مسيرة التوحيد نحو الفلاح بقول : «لا إله إلا الله». فيما تتطلق هذه المسيرة بشهادة أن «محمّداً رسول الله». وتبدأ مسيرة التوحيد بمسار ترتيبي من وحدة المرسل إلى وحدة الرسول ثم ويمكن توضيح ذلك في إشارة إجمالية: ‎)١(‏ وحدة المرسل: الاعتقاد بالمرسل هو الاساس الأول لحركة الانسانية نحو التوحّد على الصراط المستقيم. وبدون ذلك لا يمكن أن تتوحّد حركة المجتمع الاسلامي مهما بذلت من جهود ؛ إن هذه أُمُتكُمْ أمَةٌ واحدة وأنا ربكم فَاعْبِدون »!. 2) وحدة الرسول: الإيمان بالرسول كَل هو الأس الثاني لهذه الحركة الانسانية التي ينبغي لها أن تتفاعل قيماً وسلوكاً من أجل ربط حاضرها بماضيها. وتعميم ذلك مقترن بالطاعة للرسول الأكرم وعوامل الوحدة هنا تكمن في: نطِقُ عَن الْهَوى * إِن هو إلا وَحْي يُوحَى " ثم يبلغها للناس باعتباره المعبّر عن الولاية التشريعية الواحدة على أرض الواقع. ب _ وحدة القيادة: أنّ الرسول ص يمتلك إلى جانب مهمة التبليغ منصب الإمامة وعلى أساس ذلك توحّدت تحت لوائه القبائل والأقوام التي آمنت برسالته وقاتلت تحت رايته الكفّار والمشركين. متمرّدين على الأعراف القبلية والعنصرية القومية الني تعتبر حجر عثرة وكلّ من كان من المسلمين مبعوثاً إلى مصر أو قائداً ولفت أنظار الناس إليها باعتبارها قيادة إلهية واحدة. لأمّة إسلامية واحدة متواصلة الفروع؛ قال كَانوا آبَاءهُم أو أبناءهم أو إخوانهُم أو عَشِيرتَهُمْ أولئك كَتَبَ في قُلْوبِهِمٌ الْإِيمَانٌ وأيدهم بروح منه وَيُدخِلهُمْ جنات تجري من تحتها الْأْنهارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيّ الله عنْهُ ورَضوا عنه ألا أن حزب الله هم إن حزب الله الْمُفلِحُون »0 . 3) وحدة الرسالة: وهي الكتاب الإلهي الذي جاء به الرسول إلى البشرية إذ ومن أبرز مداليله: فهو قائم لا يبلى . ولا تخلّف فيه ؛ ومهيمناً وحاكماً عليها. حيث قال تعالى : وَأنزَلْنا إِلَيكَ الْكِتَابٍ بالْحَق مُصَدّقاً لما بيْنَ يديه من الْكِتَابٍ ومهيمناً عليه »!"". فهو مقوّم مبدئي للأخوّة والوحدة الاسلامية التي نادى بها الرسول الأكرم صلى لله ج -كونه إمام الأمّة المصدق والحقٌ من الله تعالى الذي لا مرية فيه . وهو الذي يتوحد المسلمون تحت لوائه, الدين؛ وطريقته المثلى لتوحيد أيناء الأمّة قال تعالى : «أَفمَن كَانَ عَلَى بَيِنةٍ من ربه وبذلك يشتدّ عود الأمّة ويحكم يناؤها. وخبر ما بعدكم . وحكم ما بينكم»" ''. ألا إن فيه [القرآن الكريم ] على