ما كل من ركب الخيل خيَال ولا كل خيَال فارس . الخيَال من يركب الخيل لكن الفارس من يعرف ما الذي يعنيه أن يكون على ظهر جواده . إنها الفروسية وهذه ليست مجرد امتطاء الجواد بل الشهامة والأصالة وكل الخصال التي تجسَدها الفروسية , لذا أقول دائماً انني فخور بمعرفتي بالخيل ، ولو أني لم أكن قائداً لربما شئت أن أكون فارساً.الرؤى التي ينسجها القائد في الأقبية لا تصلح إلا للأقبية ، والرؤى التي يصوغها القائد القاعد على كرسيه لا تساعد على قيام الحضارة وانتصاب الصروح التنموية العملاقة . صهوة الجواد ليست مجرد مقعد بل منصة يشعر الفارس أنها تطير به وتسمو . إن هذا الشعور هو الذي يفتح الأفق الواسع أمام الرؤية ، ويولَد الأفكار الجديدة وينقَي العقل من شوائب الرتابة واليوميات ويمكَن القائد من رؤية الطريق أمامه و أمام شعبه فيعرف إالى أين يتجه وما هي الأهداف التي يريد تحقيقها وما الذي يحمله الأفق لغده وغد شعبه .إن كنت مع جيادي فأنا متنقل من هذا إلى ذاك أمسح عنه العرق و أقيس نبضه وأطعمه و أدرَبه و أعلمه كل ما يلزم تعليمه لكي يصبح جواداً كريماً لكن هذه العلاقة ليست من طرف واحد لأنها لا تتضمن التأثير فقط بل التأثَر . أنا أتعلم من الناس حولي وأتعلَم من جيادي ومن يعرف كيف يسعد الجياد يعرف كيف يسعد الناس . من يعرف كيف يحترم الجياد يعرف كيف يحترم الآخرين . ومن يتقن رفع معنويات الخيل سيتقن رفع معنويات الناس ، والعكس صحيح أيضاً . وإن شجعتها ستقتحم المصاعب وتحملك إلى الفوز لكن يجب أن تعرفها جيداَ ، يجب أن تكون إلى جانبها إن ألمً بها مرض أو علَة ، ثم يجب قبل كل شيء آخر أن تحبها .