إن قدرة الانسان على البناء الإدراكي في خياله تتخطى الوجود المادي لمكان بذاته ، ولكنها تلك الانساق والقوانين المنظمة لديناميكية المتغير بذاتية المكان أو بفعل الانسان . تلك المنظومات هي الثوابت المشتركة التي تضمن تواتر ميلاد عمارة المكان وتجددها مع مرور الزمان . أو بإختلاف الشخوص المتفاعلة أو المستقبلة لعمارة المكان والرسالة التي تحملها ؛ كما إنها تتيح الإمكانية المستمرة لإعادة أبداع وجود مادي مغاير ومتجدد في كل لحظة ومع كل تجربة إبداعية جديدة . وهذا ما يترجمه بينالي فينسيا للعمارة في دوراته المتتالية من تجربة مكانية للحوار بين ثقافات تحمل تجارب مختلفة متقاربة أو متناقضة في مظهرها ولكنها دوماً متفاعلة حول أرضية مشتركة تمثل حالة للثقافة المعمارية في بعدها الانساني . إن البينالي في هذا الإطار وما يضمة من رسائل حضارية وثقافية يقدم صورة جديدة وتجربة مكانية فريدة مع كل دورة . تستمد المتغيرات حيويتها من الثوابت ، وهي تستحدث من تلقاء نفسها إذا تحققت لها الموائمة الفكرية والثقافة المناسبة ، هى حقيقة موجودة ولكنها نسبية التأثير تعتمد على حدث البينالي وهو المتغير ، تتغير الأحداث والشخوص والقضايا وتبقى لكل ثقافة وتد ثابت تقف عليه لبداية حوار جديد متجدد ،