وقد ركزنا على الموضوعات الرئيسية التي أثرت على تاريخ أوروبا المعاصر وتطوره ، وهي فترة كانت فيها القوميات الأوروبية تبحث عن مخرج لها للوصول إلى أمانيها القومية ، أصبحت فيه فرنسا نابليونية مرة أخرى بعد سقوط أسرة أورليان ، وأصبحت الحركات التحررية القومية أقدر على رؤية الطريق الذي يوصلها إلى الوحدة والاستقلال . هذه الأوضاع جعلت التوازن الدولي غير واضح المعالم ، وكانت الأزمات الدولية التي ظهرت في أعقاب الحرب البروسية - الفرنسية كفيلة بأن تظهر معالم جديدة للتوازن الدولي . وألمانيا تعمل على منع فرنسا من العثور على هذا الحليف . وكان بسمارك يسعى إلى إرضاء كل من النمسا وروسيا حتى لا تتحالف أي منهما مع فرنسا ، ولكن كان ذلك أمرا غير ممكن على مدى الأيام ، حتى أدى توالي الصدام بين ألمانيا وبريطانيا إلى انحياز هذه الأخيرة إلى جانب فرنسا وروسيا بعد أن يئست حكومة لندن من کسب ألمانيا إلى جانبها . ولكن قبل أن تقع تعرضت لسلسلة من الأزمات الدولية كانت تدفعها إلى حافة الحرب . وفعلا كانت الشرارة الأولى التي أدت إلى الحرب من البلقان ولكي تكون الظروف التي أدت إلى هذه الحرب وتطوراتها السياسية والعسكرية واضحة ، تعرضنا للقوى المؤثرة على أوروبا قبيل تلك الحرب العالمية ، وتعرضنا كذلك للنتائج الاقتصادية والاجتماعية التي ترتبت عن هذه الحرب . وكان التطور الكبير الذي أصاب أوروبا بعد الحرب العالمية الأولى هو نمو نظرية الدولة الشمولية مختلف صور هذه الدولة - فهناك الدولة الشمولية السوفييتية . فتعرضنا بنوع من التفصيل لكل واحدة من هذه النظم التي وضعت أوروبا على أبواب تطورات رئيسية جديدة كان أهمها : - الأزمة الايطالية - الحبشية . وهذه الأزمات لا تدفع أوروبا إلى الإقتتال بصورة موسعة ، ولكن توسع ألمانيا النازية على يد هتلر كان هو الذي يؤدي إلى إمتشاق الحسام . حقيقة كان هتلر يسعى إلى تحقيق الوحدة الألمانية بأن تستعيد ألمانيا الأراضي والسكان الألمان الذين وضعوا غدرة تحت حكم الفرنسيين والبولنديين والتشيكيين والدنمركيين وغيرهم ، ولكن الوحدة الألمانية تعني ظهور العملاق الألماني مرة أخرى بجوار فرنسا وبشكل يهدد الإمبراطورية الإستعمارية التوسعية البريطانية ، ولهذا لم تلبث محاولات هتلر التوحيد ألمانيا أن أدت إلى الحرب العالمية الثانية التي تحالفت خلالها الدكتاتوريات الثلاث : ألمانيا وايطاليا واليابان . وحيث إن دراسة أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية وبعدها تحتاج إلى معالجة خاصة ، فقد اقتصرنا في هذه الدراسة على تاريخ أوروبا المعاصر من الثورة الفرنسية حتى نشوب الحرب العالميةالثانيه .