ويعد قصر الحمراء في مدينة غرناطة من أهم الصروح المعمارية التي تبرز جمال الفن العربي الإسلامي وأناقة التزيينات فيه. فقد امتد تشييده حتى سنة 793هـ/1391م، والديوان المخصص للاستقبالات الرسمية وفيه قاعة العرش؛ يعود القسم الأكبر من القصر ببنائه إلى عصر السلطان أبي الحجاج بن يوسف إسماعيل بن نصر بن الأحمر (734-756هـ/1333-1354م) وينسب إليه بناء باحة الريحان وبرج "قمارش" الذي يحتوي على قاعة السفراء المزينة بقبة جميلة، بعد ذلك قام السلطان محمد الغني بالله (755 - 793هـ/1354 - 1391م) ببناء باحة الأسود التي تنفرد بأسلوبها الفني وبأعمدتها المرمرية التي تعلوها تيجان من الزهور المنحوتة، وببركتها المرمرية المحاطة باثني عشر أسداً منحوتاً تخرج المياه من أفواهها بحسب ساعات النهار والليل. تمتد "جنة العريف" حول قصر الحمراء، وهي حدائق عامرة بالأشجار المثمرة والورد من مختلف الأنواع. ولما رحل العرب عن الأندلس سنة 897هـ /1492م، ومع انتقال مركز الحياة السياسية من غرناطة إلى قشتالة أهمل قصر الحمراء ولحقه الخراب إلى أن تنبهت عليه الحكومة الإسبانية في العصر الحديث وقامت بمحاولات لإعادة ترميمه.