و كان تأليفي لهذا الكتاب بحسب الوقائع التي تقع مني و من أصحابي و ما من خلق ذكرته فيه إلا و هو وارد على سبب أعرفه فرحم اللّه من رأى فيه خللا فأصلحه مساعدة لي على الخبر فإنه ليس منقولا من كتب بالأصالة و إنما هو كالاستنباط من الكتاب و السنة و أقوال الأئمة و جميع ما ذكرته فيه من النقول إنما هو كالاستشهاد لما ذكرت لا غير كما ستراه إن شاء اللّه تعالى. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم آمين وبه ثقتي الحمد لله وحده وصلى الله على خير خلقه سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ، وبعد فهذا كتاب الكشف والتبيين في غرور الخلق أجمعين أعلم أن الخلق قسمان حيوان وعير حيوان قسمان مكلف وغير مكلف فالمكلف من خاطبه الله بالعبادة وأمره بها ووعده بالثواب عليها ونهاه عن المعاصي وحذره العقوبة وغير المكلف من لم يخاطبه بذلك ثم المكلف قسمان مؤمن وكافر والمؤمن قسمان طائع وعاص وكل واحد من الطائعين والعاصين ينقسم إلى قسمين عالم وجاهل ثم رأيت الغرور لازما لجميع المكلفين المؤمنين والمافرين إلا من عصمه الله وب العالمين وأنا إن شاء الله تعالى أكشف عن غرورهم وأبين الحجة فيه و أوضحه غاية الإيضاح وأبينه غاية البيان بأوجز ما بكون من العبارة وأبدع ما يكون من الإشارة فأقول وما توفيقي إلا بالله وأعلم أن المغرورين من الخلق ما عدا الكافرين أربعة أصناف صنف من العلماء وصنف من العباد وصنف من أرباب الأموال وصنف من المتصوفة فأول ما نبدأ به غرور الكفار وهم في غرورهم قسمان منهم من غرته الحياة الدنيا ومنهم من غره بالله الغرور فأما الذين غرتهم الحياة الدنيا فهم الذين قالوا المقد خير من النسيئة ولذات الدنيا يقين ولذات والآخرة شك ولا يترك اليقين بالشك وهذا قياس فاسد وهو قياس ابليس لعنه الله في قوله أنا خير منه فظن أن الخيرية في السبب وعلاج هذا الغرور شيآن إما بتصديق وهو الإيمان وأما ببرهان أما التصديق فهو أن يصدق الله تعالى في قوله وما عند الله خير وأبق ،