يرى ابن رشد أن دليل العناية يقوم على مقدمتين أو أصلين الأول الجميع المخلوقات موافقة لوجود الإنسان، وهذه المقدمة مبنية على المشاهدة الحسية، فإن مشاهدة الآيات الكونية تقدم دليل على وجود مثل الثاني : العناية بالإنسان، والذي يجعل من حياة الإنسان على كوكب الأرض أمر ممكن، وجميع هذه الأمور مما يمكن للإنسان أن يدركها بالمشاهدة كل هذه الأمور وغيرها تدل على أن هنالك اهتمام وعناية بالإنسان لكي تصبح حياته على وجه الأرض ميسراً ، وملبية المتطلباته المعيشية من هنا يمكننا أن نقول بأن هناك التلخيص مادة المدخل إلى العقيدة الإسلامية. امرا الثاني أن هذه الموافقة دليل على وجود فاعل قاصد لتلك الموافقة، إذ لا يمكن أن تكون كل هذه الموافقات من قبيل الصدقة، لا يمكنها أن تكون قد وجدت بمحض الصدفة، وعليه فإذا بطل احتمال أن تكون هذه الموافقة بين الإنسان والعالم مبنية على الصدقة المحضة،