نشأ علم الاجتماع في المجتمع الغربي الأوروبي، متأثراً بالفلسفة التي تلت الفكر الكنسي، وارتبط بأزمة المجتمع الرأسمالي. ورغم أصله الأوروبي وتسقه مع واقع هذا المجتمع، امتد نشاطه للعالم العربي، لكن مع حضور مؤسسي مبكر (قسم متخصص عام 1925 بالجامعة المصرية). لا تزال الدراسات والبحوث الاجتماعية العربية قصيرة العمر، والجهود البحثية الغربية هي الأبرز. يُعاني علم الاجتماع العربي من اعتمادٍ كبير على النظريات الغربية الكلاسيكية، والتي وُلدت في سياقات تاريخية واجتماعية مختلفة، مما يجعلها غير مُلائمة بالضرورة لفهم الواقع العربي. يواجه الباحثون العرب عقبات في بناء علم اجتماع عربي يهتم بالواقع العربي وتاريخه وهمومه، مع اعترافات صريحة من علماء اجتماع عرب، مثل عزة حجازي وسالم ساري وحيدر إبراهيم، بالتبعية للفكر الغربي والماركسي. يُطرح السؤال: ما هي أبرز الإشكالات النظرية والمنهجية في الدراسات السوسيولوجية العربية، حسب اعترافات المشتغلين بهذا العلم؟