يركز هذا المطلب على استعراض وشرح الفروض الرئيسية التي تشكل الإطار النظري لنظرية انتشار الابتكارات. سيتم تفصيل هذه الفروض التي تتعلق بديناميكيات عملية الانتشار، وكيفية تفاعل الأفراد مع الابتكارات الجديدة. سيتم تحليل معمق للعوامل الحاسمة التي تؤثر في قرار الأفراد بتبني الابتكارات، والتي تشمل خصائص الابتكار نفسه، وخصائص الأفراد المتبنين، والسياق الاجتماعي الذي يتم فيه الانتشار . أولاً: استعراض وشرح الفروض الرئيسية التي تقوم عليها النظرية والمتعلقة بعملية الانتشار تستند نظرية انتشار الابتكارات إلى منظومة متكاملة من الفروض التي تسعى إلى رسم خريطة واضحة لكيفية نتقال وتبني المستجدات داخل التجمعات البشرية. تفترض النظرية أن قرار تبني الابتكار ليس قراراً فردياً محضا، بل هو نتاج تفاعل معقد بين خصائص الابتكار ذاته، وسمات الأفراد الذين يشكلون النظام الاجتماعي، والسياق الاجتماعي والثقافي الأوسع الذي تجري فيه العملية4. ثانياً: تحليل العوامل المؤثرة في عملية تبني الابتكارات (خصائص الابتكار، أحد المحاور الرئيسية التي تركز عليها الفروض الأساسية للنظرية هو خصائص الابتكار وتأثيرها الحاسم على سرعة ومدى تبنيه. فالابتكارات التي تتمتع بميزة نسبية واضحة، كما أن التوافق بين الابتكار والقيم والمعتقدات والاحتياجات الحالية للنظام الاجتماعي يلعب دوراً محورياً في تسهيل عملية التبني؛ فكلما كان الابتكار منسجماً مع ما هو مألوف ومقبول، فإن القابلية للتجربة، أي إمكانية اختبار الابتكار على نطاق محدود قبل الالتزام بتبنيه الكامل، تقلل من المخاطر المتصورة وتزيد من احتمالية التبني. تركز النظرية بشكل كبير على خصائص الأفراد الذين يشكلون النظام الاجتماعي وأنماط تبنيهم المختلفة. حيث يتبنى بعض الأفراد الابتكارات في مراحل مبكرة بينما يتبناها آخرون في مراحل متأخرة. المتبنون الأوائل الذين يتمتعون بمكانة اجتماعية عالية ويعتبرون قادة رأي ويتبنون الابتكارات بحذر؛ الأغلبية المبكرة الذين يتبنون الابتكارات بعد أن يرى معظم المتبنين الأوائل نجاحها؛ الأغلبية المتأخرة الذين يتبنون الابتكارات بدافع الضغط الاجتماعي والحاجة؛ تؤكد النظرية على الدور الحيوي لقنوات الاتصال والتأثير الاجتماعي في عملية الانتشار. وهم الأفراد الذين يتمتعون بنفوذ وتأثير في نظامهم الاجتماعي، لا يقدر بثمن في تسريع عملية الانتشار من خلال تبني الابتكارات وتقديم توصيات إيجابية للاخرين.