البوابات الرئيسة لدعوة إلى الله تتضمن عناصر العملية الدعوية (الداعية والمدعو والرسالة والوسيلة) ومقومات الدعوة، وتقدم صورة عامة لطبيعة الدعوة وملامحها الرئيسية. وتؤكد على أن مفهوم الدعوة هو مفهوم شرعي أصيل ومستقر في الشرع. الدعوة هي الفعل الحركي في مكونات النظام الإسلامي، والآلة الناقلة للمنظومة الإسلامية، كما أنها تعد الملازمة الحسية لصورة الأنبياء في الذاكرة الدينية والبشرية والتاريخية. هذا يعني أن الدعوة في التصور الإسلامي هي علم وفن؛ علم من حيث المضمون وفن من حيث الأداء. وبالتالي، لابد من التكامل في التعاطي مع الدعوة: مضموناً وأداءً، سواء على مستوى التنظير أو التطبيق، ليكون هناك تأسيس شرعي وعلمي يغطي مساحة الدائرة الدعوية كاملة، من حيث هي علم ومن حيث هي فن. يشير واقع الأدب الدعوي في جانبه السلبي إلى وجود كتابات دعوية يغلب عليها طابع العموم، وكتابات أخرى يغلب عليها صفة السطحية، وكتابات أخرى يظهر فيها غياب العمق الشرعي، وغياب الجانب التطبيقي الشارح للأفكار الدعوية النظرية، وقصور في تقديم الجانب الفني للدعوة. في المقابل، يظهر واقع الأدب الدعوي في جانبه الإيجابي وجود كتابات تأصيلية لجوانب محددة من علم الدعوة وفنونها. أما بالنسبة للأدب الدعوي الذي يشكل المداخل إلى الدعوة، فالكتابات فيه ما زالت محدودة للغاية، حيث لا يوجد سوى كتاب واحد فقط في هذا المجال المهم والمحوري، مما يؤكد الحاجة الماسة للتأليف في هذا العنوان. الكتابات في مداخل العلوم، بما في ذلك مدخل الدعوة، تعد من الكتابات الصعبة والشاقة والدقيقة إذا ما أريد إعطاؤها حقها، لأن مدخل الدعوة، وإلى أي علم، يعني الأرضية المعرفية الشمولية التي يقوم عليها البناء الدعوي المتكامل، سواء في جانبه العلمي أو جانبه الفني.