وقد ترك يونس -عليه السلام- قومه وذهب باتّجاه البحر، ووجد سفينة مليئة بالركاب فركب بها، وفي الطريق جاءت أمواجٌ عالية، وجعلت السفينة تقف في وسط البحر وتعجز عن حمل كل من فيها، فتشاور الركاب واتّفقوا على إجراء قرعة، ومن يخرج اسمه يرموه في البحر ليخففوا الحِمل عن السفينة؛ لكنهم رفضوا رميه في المرّة الأولى لأنه رجلٌ صالح. ٢] وكرروا القرعة أكثر من مرة وفي كل مرّة يخَرَج اسمه فقرروا رميه، وعندما أُلقيَّ في البحر إلتقمه حوتٌ كبير؛ فقد أمر الله -تعالى- هذا الحوت أن يبلع يونس بلعاً بحيث لا يُفتت لحمه، فأخذ يذكر الله -تعالى- ويسبّحه، ويدعوه أن يُخرجه من بطن الحوت، ويعترف أنه تاب بعد أن رأى كيف أنّ الله -تعالى- ضَّيَّقَ عليه في بطن الحوت،