تعتبر مرحلة الكتابة من أهم مراحل اعداد البحث التاريخي، اشرح هذه العبارة؟ مع توضيح محاذير الكتابة؟ بعد مراحل اختيار المشكلة (الموضوع) وجمع الحقائق والوثائق وتدوينها من مصادرها ونقد الواقع والحقائق. وصياغة الفرضيات التي تفسر الأحداث واختبارها تأتي مرحلة كتابة البحث وتتجسد عملية كتابة البحث في صياغة وتحرير نتائج الدراسة والبحث، وذلك وفقا لقواعد وأساليب وإجراءات منهجية وعلمية ومنطقية دقيقة، وإخراجه وإعلامه بصور وأساليب واضحة وجيدة للقارئ بهدف اقناعه بمضمون البحث المعد.فعملية كتابة البحث التاريخي تتضمن أهدافا معينة ومحددة، وتتكون من مجموعة من المقدمات والدعائم يجب على الباحث احترامها والالتزام بها أثناء مرحلة الكتابة، كما تحكم عملية كتابة وصياغة البحث جملة من القواعد والمبادئ المنهجية والمنطقية تقود وترشد الباحث إلى الطريقة المنهجية الصحيحة والواضحة والدقيقة والتي توصله في نهاية الأمر تحقيق أهداف تحرير وصياغة نتائج بحثه.إن الهدف الأساسي والجوهري من عملية صياغة وكتابة البحث التاريخي هو إعلام القارئ بطريقة علمية ومنهجية ومنطقية دقيقة ومنظمة عن مجهودات وكيفيات إعداد البحث وانجازه،فكتابة وصياغة البحث التاريخي، لا يستهدف التشويق وتحقيق الإشباع والمتعة الفنية والأدبية والجمالية والأخلاقية لدى القارئ كما تفعل القصص والروايات والمسرحيات والمقالات الأدبية، وأسلوب ممتاز، من أجل تحقيق أهداف البحث ، لابد من توفر مقومات كتابة وصياغة البحث الجيد، واحترامها والالتزام بها من طرف الباحث. واحترام قانون الاقتباس، وقانون الاسناد والتوثيق والأمانة العلمية، ووجود وظهور شخصية الباحث.إن الأسلوب في صياغة وتحرير البحوث التاريخية، له مفهوم أوسع من المفهوم اللغوي للأسلوب في النظرية الأدبية، حيث يتضمن مدلول الأسلوب –هنا- العديد من العناصر والخصائص حتى يكون أسلوبا مفيدا ودالا وإعلاميا موضوعيا، وعدم التكرار، والقدرة على تنظيم المعلومات والأفكار والحقائق ، وعرضها وإعلامها بطريقة منطقية وفق أنماط وأسس ومقاييس محددة، والدقة والوضوح والتحديد والبعد عن الغموض والإبهام والعمومية في العرض، وتدعيم الأفكار والحقائق والفرضيات المعروضة بأكبر وأقوى الأدلة القوية والمناسبة، والتماسك والتسلسل والتناسق بين أجزاء وفروع وعناصر الموضوع، ومن فكرة إلى أخرى، ومن دليل إلى آخر ومن جزء أو فرع إلى آخر من أجزاء وفروع موضوع البحث .فأسلوب كتابة وصياغة البحوث التاريخية بطريقة موضوعية ومنطقية جيدة وسليمة يشتمل على العناصر التالية:1- اللغة الفنية المتخصصة السليمة والقوية في دلالتها ومعانيها وتركيبها. بتعابير مركزة ودالة، وعرض الفرضيات والحقائق والأفكار المتعلقة بموضوع البحث3- حسن وفن تنظيم المعلومات والحقائق والأفكار المتعلقة بموضوع البحث عند عرضها على أسس ومعايير منهجية موضوعية4- الدقة والتماسك والتناسق الجيدين عناصر وأجزاء وفروع الموضوع5- تسلسل وترابط عملية الانتقال بين الكلمات والجمل والفقرات والأفكار، والحقائق وأجزاء وفروع موضوع البحث6- الوضوح والدقة في عرض الأفكار والحقائق والمعلومات والابتعاد عن كافة مظاهر التعقيد والإبهام والغموض والاستطراد7- التكييف والاسناد والتدليل القوي والمنتظم للحقائق والأفكار والمعلومات والفرضيات المعروضة والمتعلقة بموضوع البحثوهناك بعض القواعد والإرشادات تتعلق بعملية الاقتباس في البحوث يتطلب من الباحث والالتزام بها بدقة وعناية، وحتى تتم عملية الاقتباس هذه بصورة مشروعة وسليمة وموضوعية.ومن هذه القواعد والإرشادات ما يلي:• الدقة والجدية والموضوعية في اختيار ما يقتبس منه، وما يقتبس، والتي تعتبر حجة جوهرية، والوثائق الأصلية في الموضوع.• الفطنة والدقة والعناية الكاملة أثناء عملية النقل والاقتباس، وتجنب الأخطاء والهفوات في عملية النقل والاقتباس هذه• حسن الانسجام والتوافق بين المقتبس وبين ما يتصل به، وتحاشي عوام التنافر والتعارض وعدم الانسجام بين العينات المقتبسة وسياق الموضوع المتصل بها• عدم ذوبان واختفاء شخصية الباحث بين ثنايا الاقتباسات، عن طريق دقة وحسن الاقتباس، والتقديم والتعليق، والنقد والتقييم للعينات المقتبسة. محاذير الكتابةنشير بخاصة إلى أسلوب عرض البحث التاريخي، بما يطرحه من ألفاظ عامة، أو حاملة لصفة المبالغة، أو منجرفة وراء الخيال، فالكتابة التاريخية فن لا يمتلك ناصيته جميع المؤرخين، إنها كتابة بعيدة عن الإطناب الممل والاختصار المخل، بعيدة عن المبالغات أو التعصبات أو الإخلال بالموضوعية، تظهر من خلالها شخصية الباحث الذي يجب أن يجلو قصة الإنسانية بوضوح وأمانة .و كثيرا ما ينقل الباحث ويقتبس نصوص وأحكام رسمية أو أراء وأفكار الآخرين بهدف اسناد وتأسيس وتدعيم فرضياته ، أو بغرض نقدها وتحليلها وتقييمها،ولكي تتحقق عملية الاقتباس هذه، وتحقق أهدافها في نطاق حدود أخلاقيات النزاهة والموضوعية، والأمانة ، يجب على الباحث احترامها والتقيد بها عند القيام بعملية الاقتباس.