أقسام النفاق :يقول الإمام السالمي رحمه اللهُ في مشارقه واعلم أن النفاق عندنا نوعان، أحدهما التكذيب بالقلب مع الإيمان باللسان، وهذا النوع هو الذي نزل في أهله القرآن كقوله تعالى: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ ﴾ [النساء : ١٤٥] وثانيهما - ارتكاب شيء من الكبائر (١). ونفاق عملي. ولكنه يبطن الكفر في داخله، وهذا النوع من النفاق ما كان موجودا في بداية الدعوة في العهد المكي، ولم تكن لهم دولة يرجعون إليها ويستندون عليها، فلما هاجر الرسول ﷺ إلى المدينة المنورة، وأسس الدولة الإسلامية بدأ ظهور النفاق، وأكثر ما كان ظهورا بعد غزوة بدر، هنا استشرى النفاق، أو كيدا بالإسلام وأهله، فعندما عجزوا عن مقارعة الحجة بالحجة، وفشلوا عن مواجهتهم في ساحات القتال عمدوا إلى هذه الطريقة الماكرة الخبيثة.ونحن لسنا بصدد الحديث عن هذا القسم من النفاق، وإنما حديثنا عن تسمية صاحب الكبيرة منافقا، والنفاق العملي: وهو عبارة عن ارتكاب شيء من الكبائر. العلماء الذين نصوا على تقسيم النفاق إلى قسمين: عقدي وعملي.فقد نص على هذه التسمية الترمذي في بعض المواضع، فعندما جاء إلى حديث: أربع من كُنَّ فيه . قال معلقا: وإنما معنى هذا عند أهل العلم نفاق العمل، وإنما كان نفاق التكذيب على عهد الرسول ، هكذا روي عن الحسن البصري شيئا من هذا (۱) أنه قال: النفاق نفاقان؛ نفاق العملي ونفاق التكذيب، وهذا صنيع ابن حجر في فتحه أيضا (۲) إذ يقول: فإن كان في اعتقاد فهو نفاق الكفر، وإلا فهو نفاق العمل وكذلك ابن كثير فقد قسم النفاق كذلك إلى عقدي وعملي،