من المتفق عليه لدى المهتمين بأدب الطفل عامة وبالمسرح كافضل وسائطه بخاصة أن مسرح العرائس من أحب ألوان الفنون إلى نفس الطفل. ويعتبر مسرح العرائس من المسارح المناسبة جدا للأطفال في سنواتهم المبكرة ، ويرجع استخدام العرائس أو (الدمى) إلى عهود قديمة قد عرفت العرائس عند قدماء المصريين ولكنها كانت ترتبط بالعقيدة والسحر لديهم ولكن العروسة فقدت هذه الخاصية عندما دخلت بين أيدى الأطفال على شكل لعب ، فإنها احتفظت بخاصية واحدة وهي كونها عروسة (1) . وإذا كان الطفل بطبعه يميل إلى اللعب ويعطى المجسمات بأشكالها المختلفة اهتماما كبيرا ، فإن اهتمامه يزداد عندما تكون المجسمات قريبة إلى عالمه النفسى فالطفلة تميل أكثر إلى الدمية واللعبة بينما نجد الطفل يميل إلى السيارة أو الطائرة (١٠). وأحيانا يغضب عليها فيخاصمها ثم لا تلبث ثورة غضبه أن تهدأ فيعود إليها ويتعامل معها وكأنها صديق وفي ، كما يتقبل ما تقوله له يرضا بالغ ، بل إن كثيرا من النصائح التي يعزف عنها الطفل حين يسمعها من إنسان فإنه يقبلها حين تحدثه بها الدمية المحببة إذ أن خيال الطفل يجعل للدمية حياة كاملة (١١) ومسرح العرائس خليط بين كل هذه الأمور. فهو كمثل في حد ذاته فنا راقيا ويخاطب أو لا العين ومن ثم العقل ويخاطب مشاعر الطفل ويشده إليه بوسائله المتعددة من خلال أشكال الدمي المتنوعة والأداء الصوتي المتنوع المصاحب الحركاتها والمنسجم مع كل موقف ، فالأجواء الخيالية التي تجوبها تشبع معول الطفل وتشده وتجعله لبنه طبيعية يمكن تشكيلها ثقافيا وسلوكيا وتربويا (١٢) . تعريف مسرح العرائس فبينما يقوم الآدميون بأدوارهم على خشبة المسرح البشري فإن المؤديين هنا مخلوقات لها صفة الخيال الذي انتجته فريحة المؤلف وأضفت عليه جمالا وإيهارا موهبة الصانع الفنان الذي أبدعها ، تعريف آخر المسرح العرائس :- لتساعدهم على تنمية الحس الجمالي والخلقي والفني ، لبناء شخصية إنسانية متكاملة ومتزنة (١٤) . تبني ناهد شعبان للتعريف الآخر . التعليق على التعريفين السابقين تعريف محمد بشير صفار يقول أن مسرح الاعلام هو الوجه الآخر المسرح الطفل مسرح العرائس يعتمد على الليالي الذي انتجه المؤلف من المين الله التي تودي الدوار فيه ومن خلالها الجمال والإبهار والتغير التطور التاريخي لمسرح العرائس فقد عرف عن الإنسان البدائي ولعه الشديد المحاكاة الطبيعة من حوله ، حيث كانت الطبيعة ومظاهرها المختلفة هي محور تفكير الإنسان البدائي وشغله الشاغل نظرا لتأثيرها العميق في حياتها اليومية آنذاك . لذلك كان التقليد والمحاكاة أول درس يتعلمه الإنسان في مدرسة الطبيعة لذلك لم يكن غريبا أن يكون أول معلم للإنسان بعد - الله سبحانه وتعالى - هو الغراب ! نعم الغراب الذي أرسله - الله - ليعلم قابيل كيف يواري جسد أخيه هابيل بعد أن قام بقتله وفشل في إخفاء معالم جريمته الشنعاء حيث قام الغراب من خلال الحركات الأدائية بتعليمه طريقة دفن الموتى وهي الطريقة المتبعة حتى الآن. فيمكن القول بأن الإنسان ممثل بطبيعته يرجع تاريخ مسرح العرائس في مصر إلى وجود المسرح في مصر الفرعونية وقد أثبت المسرح الفرعوني تفوقه ورقيه على المسرح اليوناني القديم عندما عثر على بردية " الرمسيوم" التي اشتملت بجانب النص المسرحي . وقد احتلت هذه الدمى أهمية كبيرة ولاقت من التقديس والاحترام ما جعلها تسهم بدور كبير في تكوين ثقافة الشعوب الأولى وفكرها وفنها (١٥) . على التعليمات الفنية من حيث الإخراج والتنفيذ كما عثر العلماء على بالبحث على العرائس المتحركة في مصر القديمة ثم اندثر النشاط المسرحي للعرائس إلا أنه في القرن التاسع الميلادي عاود مسرح العرائس نشاطه ، وقد أنشأت وزارة التربية والتعليم عام ۱۹۷۳ قسما للأراجوز الحق بإدارة النشاط المسرحي وقدمت فيه بعض المسرحيات التي اتخذت الطابع الوطني للمها لها ، وأرسلت البعثات إلى الخارج وأنشأت أول فرقة رئيسية لعرائس القفاز والعصا وكانت هذه أول مرة تدخل فيها عرائس العصا مصر ، حيث كانت العرائس قريبة الشبه من الشكل الإنساني إلى تحريك أطرافها وعيونها مسرح العرائس في أوروبا وآسيا ازدهر مسرح العرائس في أوروبا في القرن السابع عشر إذ برع في صناعة العرائس المتحركة فنييون أتقنوا صنعها إلى حد كبير وصنعوا العرائس ذات المفاصل والعيون والشفاه المتحركة وجعلوا تلك العرائس تخرج أصوات تصاحب حركاتها وأصبحت صناعة هذه العرائس يتبارى فيها صانعوها وأخذت تلك العرائس الجميلة طريقها إلى المسارح ولقيت إقبالا فنيا كبيرا من قبل المتفرجين (٢٨) . و تمت ترجمته إلى عدة لغات (۱۹) . ولقد سبق فرنسا في مجال مسرح الأطفال الصينيون الذين اشتهروا برقصاتهم بالسيوف واحتفالات الأعياد الدينية ، التي تعتبر من طلائع الفن الدرامي حيث ظهر عندهم أيضا مسرح خيال الظل وكذلك مسرح العرائس الذي نشأ في "جاوا" حيث كان يقوم بتحريك العرائس في البداية الأب في الأسرة والجمهور المشاهد هم من أفراد أسرته نفسها ، إلا أنة تطور إلي فن ثم أضيف الحوار إلى هذه الرقصات وتطورت مسرحيات شعبية إلى أن أخذت الطابع الدرامي المميز الذى استهوى الأطفال والكبار على حد وفى الأعياد كانت تجوب المدن الأوروبية عربات تتوقف في أماكن معينة لعرض أحد المناظر التاريخية وكان الأطفال يقومون بدور الشباب فيها ومسرح العرائس ففي عام ١٩١٨ تم إنشاء مسرح الأطفال تحول فيما بعد إلى معهد يدرس فن التمثيل ثم تكونت في هذا المسرح فرقة من الممثلين المحترفين بالإضافة إلى الفنيين العاملين في مسرح الأطفال . ويرى الأخصائيون فى شئون الأطفال عندهم بأن المسرح وسيلة تعليمية هامة بالإضافة إلى كونه وسيلة الإمتاع والتوجيه . وفي أمريكا كان أول اهتمام بدراما الطفل في أمريكا هي المؤسسات الاجتماعية حيث تم تأسيس أول مسرح للأطفال فى عام ۱۹۰۳ وسمى بالمسرح التعليمي للأطفال وقد تم عرض عدة مسرحيات فيه منها الأمير والفقير" و "الأميرة الصغيرة" وكان الإنتاج في هذا المسرح يساير الخطة التعليمية في أمريكا (۲۳) أنواع الدمى والعرائس ويعتبر فن العرائس أحد أنواع الفنون الشعبية وهو يخضع لقانون البيئة ويتشكل من خلال عقائد وعادات الأمة التي يحيا فيها . وقد عرفت العرائس والدمى منذ أقدم الحضارات ، ويعتبر فن العرائس واحد من الفنون الثرية التي تعتمد على العديد من الأشكال الفنية المتنوعة والتي تكون ركيزة ركيزتها " العروسة " puppet‏ والعروسة هي " هي أى إنتاج فني نحتي أو تصويري يمثل أو يجسد كاننا ما حيوان ، أشياء خيالية أو يعبر عن أفكار محددة ، تصنع العروسة لكي تتحرك بواسطة اللاعبين " (۲۷) قد يطلق على العرائس الممثل الذي يصنعه الإنسان ، يعامل كما لو كان حقيقة ، معنى هذا أن أي شيئ غير حي يمكن أن يكون عروسة إذا اكتسب الحياة عن طريق المؤدى ويكون خيال اللاعب هو الوسيط لتحقيق هذه الحياة (٢٨) تكتسب حياتها وخصيتها في الحركة عن طريق اللاعب المؤدي الذي يمنحها حياتها ، تقلده وتحاكيه تماما مثلما هي ليست لعبة للأطفال بل هي هيكل يمثل وفق ما يريده الفنان " محرك العرائس " تمثيلا غير اعتيادي ، لأن الدمى لا يمكن أن تتحرك وتعبر بنفس الطريقة التي يتحرك ويعبر بها الممثل كما أن الممثل لا يمكن أن يقلدها .