لمّا خرج يونس -عليه السلام- غاضباً بسب قومه بسبب رفضهم لدعوته، سار حتى ركب سفينةً في البحر، وما كان من حلٍّ إلا أن يقترع ركّاب السفينة، فمن خرجت قرعته أُلقي في البحر، فلما اقترعوا وقعت القرعة على يونس عليه السلام. ٦] ولقد كانوا يعرفونه فأبوا أن يلقوه في الماء، عندها لم يجدوا بُدّاً من إلقائه في البحر، وطاف به البحار كلها، ولبث في بطنه مدّة الله أعلم بها. ٦] وسبّحه، فنادى ربّه مسبّحاً ونادماً على ما كان منه، قال تعالى: (وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَـهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ)، ٧] وأنبت الله عليه شجرةً من يقطينٍ يستظل بها ويأكل منها، ومقوّية للبدن، وبقشره وببزره أيضاً، ولمّا تعافى يونس -عليه السلام- أمره الله بالعودة إلى قومه الذين غادرهم؛