ومن المفيد هنا في عرض دراسة تقسيم الحكم في اللغة العربية - وهي دراسة لا تخفى أهميتها العلمية في مجال علم اللغة والنحو الحديث - أن نذكر كيف تكلم النحاة القدامى عن هذا التقسيم، وما هي الآراء التي عبروا عنها عند تعريفهم للكلمات في كل قسم. ومن المفيد أن نذكر بإيجاز ما عبروا عنه عند تعريفهم للكلمات في كل قسم. نأخذ فكرة عن وجهات النظر المختلفة في هذه النقطة، سنستخلص من هذه الآراء أفكاراً وأحكاماً قد تفيد دراستنا وتساعد على الوصول إلى النتائج المرجوة. بقصد الوصول إلى حقائق سليمة، دون أن نسعى إلى التقليل من شأن تلك الأفكار أو الابتعاد عنها، وبغرض النقد السليم، دون أن نهدف إلى محو آثار المشقة العلمية الرائدة، نترك لنا تراثاً لغوياً وأدبياً يقف شامخاً على حصى الزمن وبعد أساطير الأجيال المتعاقبة، وملحمته الخالدة. ما يلي: أولا: كاد النحويون القدماء - مدرسة البصرة والكوفة - يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أقسام : اسم وفعل وحرف فالشيبية والسخاوي والفلاح والمبرد والزجاج وابن السراج والزجاج والفارسي والرماني وابن فارس والبطليوسي والزمخشري، وابن الأنباري ، وابن بميش، و ابن الحاجب، و ابن مصفور، وابن مالك ، والرضى ، و ابن هشام ، وابن الصانع ، والسيوطى ، ثانياً : ورد في النصوص أن بعض النجاة جعل أقسام الكلم أربعة وأضاف إلى الإسم والفعل ، والحرف قدما رابعاً هو إسم الفعل سماه « المخالفة ) وبذلك كسر الطوق الذي فرضه النحاة القدماء على تقسيم الكلام واضعاً هذا البعض إشارة الدعوة إلى إعادة النظر في التقسيم وهو ما نحن بصدده في هذا البحث ، فقد لاحظنا حيرة النحاة في تقسيم الكلم واضحة أيضاً حين يتعرضون لما سموه بأسماء الأفعال فمنهم من اعتبرها أسماء حقيقية (1) ، وأعطى الدليل على ذلك قبول ألفاظها العلامات الاسم ، وأبرزها التنوين ، وأنها لا تقبل علامات الفعل ، ومنهم من اعتبرها أفعالا حقيقية (٢) ونسب بعضهم هذا الرأى إلى الكوفيين ، محتجين بأنها إنما كانت أفعالا ، لدلالتها على الحدث والزمن ، ولرفعها الفاعل ، ونصبها المفعول والتأديتها معانى الفعل من أمر ، ونهى . ومنهم من يقول إنها أفعال استعملت استعمال الأسماء ، ومنهم من يقول إنها منزلة بين الأسماء والأفعال ) . ومنهم من يقول إنها قسم رابع من أقسام الكلم ، قسيم للاسم والفعل والحرف (4) ، ومنهم من فصل بين مفرداتها فاعتبر ما استعمل منها ظرفاً ، أو مصدراً باقياً على اسميته ، واعتبر قسما منها أسماء أصوات كاف وأوه ، والقسم الآخر مصادر ، كفرطك ، وحذرك ، وقسماً ثالثاً أسماء أفعال كصه (1) . :) ثالثاً : اختلف النحاة في مجال تقسيم الكلم ، فمنهم من راعي الأسس الشكلية في التقسيم ومنهم من راعي الأسس الوظيفية ، أو . ما يعبر عنه النحاة المحدثون بالمعاني الوظيفية ، ومنهم من جمع بين هذه وتلك .