: تعتبر هذه المرحلة من أطول المراحل وأقساها بالنسبة لجهاد الأمير عبد القادر لأنه تعرض من خلالها لعدة أحداث ومشاكل خطيرة، لكن الفرنسيين كانوا على عدم احترام روح معاهدة التافنة، وعند خرق الفرنسيون هذه المعاهدة وخولوا أنفسهم حق العبور عبر المناطق التابعة للأمير عبد القادر شرق وادي قدارة وعبر أقاليم حمزة البيبان ، وتبعا لهذا الموقف اضطر األمير إلى إعلان الجهاد ضد الفرنسيين، عقد اجتماعا طارئا بمعسكر أبي خرشفة بنواحي مليانة دعا إليه كبار زعماء القبائل وجميع قواد دولته وولاة مملكته ووزراءه وقادة الجيش . وعندما اجتمع مجلس الأمير بعد خرق الفرنسيين للمعاهدة قرر هذا المجلس بالإجماع الرد على الإعتداء وأصدر بيانا: ''إن الفرنسيين المعتدين على البلاد الإسلامية بعد ما عدناهم وسلامناهم، نكثوا وجالوا في بلادنا وعاشوا ومن نكث فإنما ينكث على نفسه، لذلك اجتمعنا في مجلس عال بحضور سيدنا المعظم ومولانا المفخم ناصر الدين عبد القادر بن محي الدين نصر ا، لأجل المذاكرة في هذا الأمر المهم والخطب الملم فوقفنا ا، هل تعالى جل جالله للجواب ولأهمنا جادة الصواب واتفقت كلمتنا على إعلان الجهاد والقيام بواجبه على حمل استعداد، هل نستمد العناية وهو ولي الهداية'' .