والعوامل التي تعطي الطابع العضوي، الحركي لهذه المكونات والمقومات، وباستغلال معطيات تلك السيرورة وانتقاء الظرف الزمني المناسب نجحت غير مراحل ومحطات في تفعيل علاقة اجتماعية تاريخية نمائية بين تيار نظري سوسيولوجي فراسي مدرسي ظهر وتنامي مع بدء حركة احتلال الجزائر (السالسيمونية والوضعاتية) وواقع ميداني دب فيه التفكك والتنازع الهيكلي كان قد تضمنه المجتمع الجزائري قبل 1030م بعقود سابقة إلى أن حصل انهيار كامل في أركاته مع حلول سنة 1830م، وحينها كان قد تهما تماماً لاستيعاب حركة التغيير التي أنتجت في النهاية صورة كاملة التشكيل الدوائر التجربة بمختلف مراحلها السابقة واللاحقة وما تميزت به من إضافات جديدة بحكم فعل الاحتلال وتمكنه المادي والعسكري وتكيف مرغماً مع مسار رأسمالي عالمي ترافق مع ميلاد وتطور علم الاجتماع المعاصر.ازدادت الوضعية انفتاحاً في الجزائر على عوامل جديدة ومفاجئة وذلكلكون أن الإستشراق سيكون مادة دارسة ومؤثرة من المواد الحاضرة برفقة التمكن الإداري لآلة الاحتلال الفرنسي التي تعطي لنفسها قوة حضور وقوة تناول واستيعاب المكونات الواقع الجزائري فتيار الاستشراق الفرنسي في الجزائر سار جنبا الجنب مع باقي أبحاث ودراسات العلوم الاجتماعية، وقدم خدمات دراسية وبحثية كبيرة عن مرحلة ما قبل 1830م منطلقين خصوصاً من فترة الحكم الزناني في الجزائر المغرب الأوسط مركزين على أعمال وإسهامات النخبة الفكرية الجزائرية عبر مراحل متواصلة من الفترة الزبانية إلى أواخر حكم الأتراك العثمانيين لتكون لی مخبرا مفتوحاً بين أيدي علماء الاجتماع والأنثروبولوجيا والاتنولوجيا الفرنسيين. حيث تناولوا بالتحليل والدراسة الرصيد العلمي لهذه النخبة وما ساهمت به خلال طول تلك المرحلة الفاصلة بين حكم الزيانيين ونهاية حكم الأتراك في الجزائر، وقد أبدى الباحثون الفرنسيون على اختلاف اختصاصاتهم اهتماماً كبيراً بهذه المراحل وتفاصيلها الفقهية والفكرية والمعرفية وتركوا مصادر كثيرة ذات قيمة علمية في مجالات الاختصاص،