تعريف وكالات الأنباء : أنها وسيلة من وسائل الإعلام غير المباشرة، تصل إلى الجمهور عن طريق الصحافة بجميع أشكالها مسموعة، وتعتبر مصدر رئيسي تعتمد عليه وسائل الإعلام وتقتبس منه الأخبار، إضافة إلى أنها الممول الرئيسي لهذه الوسائل بالمادة الإخبارية، وتقوم بدور عالمي في نقل وتبادل الأنباء عبر القارات، يؤهلها للقيام بهذا الدور قدرتها التكنولوجيا والمادية، وكوادرها البشرية المدربة التي تعتمد عليها في جمع الأنباء وتوزيعها بلغات عديدة في مختلف أرجاء العالم .وكالات الأنباء العالمية : اولاً- وكالة الأنباء الفرنسية ( هافاس سابقاً) .سميت على يد مؤسسها " يد شارل هافاس" اليهودي الفرنسي الجنسية، التي تأسست ما بين 1832-1835، صمم شبكة من الإتصالات التي عادت عليه بنتائج مبهرة كأول تجربة للوكالات الحديثة، وكان هدفه ( الإعلام من أجل الإعلام )، فقد كان هافاس يتوجه لإشباع إحتياجات ورغبات القراء من الأخبار، فعمله مستقل عن الحكومات والأحزاب، بعد تحرير فرنسا من النازيين عام 1944، أعلنت الحكومة الفرنسية إنشاء وكالة الأنباء الفرنسية، كوريثة وإمتداد لما تبقى من وكالة هافاس، كمؤسسة عامة مستقلة مالياً وقانونياً ومدعومة من الحكومة الفرنسية، وفي عام 1957 صدر قانون بإستقلال الوكالة عن الدولة، يشترك مع الوكالة 79 مراسل، 39 وكالة أجنبية تستفيد من خدماتها، وتقدم لأكثر من 140 دولة خدماتها الإخبارية والإعلانية، والأسوشيتدبرس، وإجتماعية، فضلاً عن خدماتها الرياضية، ومع التطور التقني الهائل في مجال الإتصالات والمعلومات، فقد إعتمدت الوكالة مجموعة تحديثات من شأنها تطوير وتوسيع عمل الوكالة وخططها وتسويقها، وإنتشار أكبر وأوسع عبر هذه التقنيات ومن خلال مراسليها.ثانياً- وكالة رويترز البريطانية : تعتبر وكالة رويترز البريطانية من أهم الوكالات العالمية، تقدم أخبار وملعومات في عدة مجالات سياسية، إقتصادية، في البداية بث أخبار المال والمستندات بالتلغراف والحمام الزاجل عن طريق مكتب صغير، في عام 1856 تحول هذا المكتب إلى وكالة أنباء بإسم مؤسسها " رويترز " وبعد هذا التحول أصبحت أنظار رويتر تتجه نحو الخدمات الإخبارية، وأصبح يزود أكبر الصحف الأوروبية بالأخبار العامة، وتمكن من إقناع عدة صحف بريطانية بالإشتراك في الخدمة التي يقدمها ونشر الأخبار التي يرسلها، وقد حقق إنفرادية السبق الصحفي، عندما بث كلمة الملك سردينيا، بإندلاع الحرب بين فرنسا وسردينيا، ونبأ إغتيال الرئيس الأمريكي لينكولن عام 1865، في الحرب العالمية الأولى قامت وكالة رويترز بموجب إتفاق مع الحكومة البريطانية ببث خدمة البيانات العسكرية والأخبار الرسيمة للحلفاء، في الحرب العالمية الثانية أعادة الوكالة هيكيلة نفسها كمؤسسة خاصة تمتلكها الصحافة الإقليمية في إنكلترا، عام 1992 أدخلت رويترز نظام ديلينغ المتطور الصفقات المالية إلكترونيا، كما إعتمدت عام 1996 سلسلة 3000 المحوسب للمعلومات دفعة واحدة وفي وقت فوري للخبر الحقيقي .ثالثاً - وكالة الأسوشيتدبرس الأمريكية : وكالة الاسوشيتدبرس الأمريكية، هي أكبر وكالة في العالم، تأسست عام 1848 حيث إجتمعت ست صحف يومية في نيويورك للتشاور في الميزانية المرتفعة من حيث جمع الأخبار، وعلى هذا النحو أسسو هذا الوكالة وأشتركوا في ملكيتها، فأضحت مؤسسة تشاركية تضم 1400 صحيفة في أمريكا، وأخذت بالتوسع بعد هذا التعاون، إذ يعمل لديها 4000 موظف ويبلغ عدد مشتركيها 6000 مشترك، وبدأت نشاطتها الخارجية عام 1952 أولها في الكويت والسعودية، وفي مجال الصور فهي الأفضل تنظيماً في العالم، إذ بدأت بنشر الصور لاسلكياً عام 1946 بعد أن كانت هذه الصور تستغرق أياماً حتى تصل للمشتركين، لكن بفضل التطورات التكنولوجيا المعاصرة التي أدخلتها على خدماتها، إستمرت في مركز الصدارة في صناعة الصحافة والإذاعة والتلفزيون، وبعد الإنتشار العالمي الواسع الذي تتمتع به الوكالة، أضحت هذه الوكالة وجه أمريكا في تنفيذ السياسة الخارجية لها.إستخدمت الاسوشيتد برس الصيغة التقليدية المتمثلة "بالهرم المقلوب" للكتابة لكي تُمكن وسائل الإعلام من تحرير قصة تناسب منطقة النشر المتاحة دون فقدان أسياسات القصة،رابعاً -وكالة تاس السوفيتية للأنباء ( سابقاً) صاحب فكرة إنشاء هذه الوكالة هو وزير المالية الروسية في العصر الإمبراطوري الذي بعث رسالة إبى وزير الخارجية عام 1904 يذكر فيها أن دوائرنا التجارية والصناعية بالإضافة إلى المالية تحتاج إلى قناة مستقلة لتبادل المعلومات مع الدول الأخرى عبر التلغراف، ومع بداية الحرب العالمية الأولى عام 1914 تم تغيير إسم الوكالة إلى تلغراف بتروغراد، وأصبحت وكالة أنباء مركزية، وفي عام 1918 دُمجت هذه الوكالة مع مكتب الصحافة التابع للجنة المركزية لمجلس نواب العمال وأصبح إسمها " روستا" وفي عام 1925 أُعيد تغيير هيكلة الوكالة لتصبح وكالة تلغراف الإتحاد السوفيتي "تاس"وبعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية، أصبح الإتحاد السوفييتي أحد أكبر قوتين في العالم، وبدأت الحرب الباردة إنتبه وأدرك الإتحاد السوفيتي أهمية وكالة الأنباء ودورها في دعم نفوذها في العالم، وإستمرت " تاس" كإحدى الوكالات الرئيسية على مستوى العالم حتى إنهيار الإتحاد السوفيتي تحولت هذه الوكالة إلى وكالة "إيتار تاس" وتعد مكملة لوكالة "تاس" في الإعلام السوفيتي، الذي عمل في إطار السياسية السوفيتية الداخلية والخارجية.خامساً - وكالة وولف الألمانية : أُنشات وسميت هذه الوكالة على يد صاحبها اليهودي الألماني وولف، وكان مقرها برلين في ألمانيا، وضلت وكالة وولف للأنباء أكبر وكالة أنباء في أوروبا حتى هزيمة ألمانيا النازية، حيث كانت إحدى وسائل تنفيذ السياسية الخارجية الألمانية، وإنتهت هذه الوكالة وتفككت بهزيمة المانيا النازية، لتحل مكانها وكالة “DPA” عام 1949 في هامبورغ كمؤسسة تعاونية يملكها ناشرو الصحف ومحطات البث الإذاعي، وقد تأسست على وكالة الأنباء “DENA” في منطقة النفوذ الأمريكي من ألمانيا، ووكالة الأنباء “DPD” في منطقة نفوذ انكلترا من ألمانيا، ووكالة “SUEDENA” في منطقة نفوذ فرنسا من ألمانيا، وأصبحت وسيلة تنفيذ السياسة الخارجية لألمانيا الإتحادية حسب المتاح لها في السياسة الدولية،عام 1990 فشلت محاولات دمج وكالة الأنباء DPA مع منافستها وكالة أنباء جمهورية ألمانيا الديمقراطية ADN.أُنشأت هذه الوكالة من خلال دمج وكالة يونايتد برس إنترناشيونال ووكالة خدمة الأخبار العالمية عام 1907 وكان مقرها الرئيسي في نيويورك، وتعتبر واحد من أكبر وكالات الأنباء المملوكة للقطاع الخاص في العالم، وبرامج الأخبار لعدد ضخم من المشتركين في خدماتها التلفازية، ومن بين المتعاملين معها،