شهد القرن التاسع عشر تحولات عميقة في الدول الرأسمالية نتيجة الثورة الصناعية، مما أحدث تغييرات جذرية في بنية التجمعات الأوروبية، وزعزع التوازنات العالمية، مُشعلًا تنافسًا حادًا بين الدول الرأسمالية، مُفضيًا إلى الحرب العالمية الأولى. رافقت هذه الحرب تغيرات سياسية واقتصادية وتقنية واجتماعية واسعة. في المقابل، تعرض المغرب لضغوط استعمارية، انتهت بفرض معاهدة الحماية عام 1912، وخضوعه للاحتلال الفرنسي والإسباني. تُظهر هذه التحولات طابعًا شموليًا (اقتصاديًا، سياسيًا، اجتماعيًا، فكريًا) وتعددية جغرافية (دولية، إقليمية، وطنية)، مُبرزةً ارتباطًا وثيقًا بين الداخلي والخارجي.