تعتبر الانتقادات التي تعرضت لها نظرية الغرس سبباً قوياً لمنظري النظرية، كي يحاولوا تفادي نقاط الضعف التي نسبت لها، وفيما يلي عرض لبعض الاتجاهات الحديثة في نظرية الغرس الثقافي أوضح بعض الباحثين أن تأثيرات الغرس تكون أقوى عندما يتم قياس مضمون نوع معين من برامج التليفزيون بدلاً من المشاهدة الكلية للتليفزيون. اهتم الباحثون بدراسة العلاقة بين مشاهدة التليفزيون وتغيير الاتجاهات والسلوك الاجتماعي لدى الجمهور الذي يتعرض لمشاهدة التليفزيون. أدى ظهور وسائل الاتصال الحديثة مثل التليفزيون الكابلي والفيديو كاسيت والبث الفضائي إلى تساؤل مهم حول ما إذا كان ظهور هذه الوسائل سيؤثر على عملية الغرس الناتجة عن المشاهدة التليفزيونية؟ وانقسم الباحثون في الرد على هذا السؤال إلى فريقين الفريق الأول يرى أن البيئة الجديدة لوسائل الاتصال سيكون لها تأثير محدود في تأثيرات الغرس فالوسائل الحديثة، تزيد التنوع في الخدمات المتاحة ولا تقلل ساعات المشاهدة أمام التليفزيون، كما تتيح مضامين لهم كان من الصعب مشاهدتها في الأوقات غير الملائمة لهم، بينما يرى الفريق الثاني أن تعدد وسائل الاتصال الحديثة يؤدي إلى تعدد المضامين أمام الأفراد التي لا تتسم بالضرورة وبالانسجام والتوافق، وهذا من شأنه أن يقلل حدوث الغرس. اهتم بعض الباحثين بقياس العلاقة بين مشاهدة التليفزيون وبين كل تصورات عالم التليفزيون وتصورات العالم الواقعي في عام 2006، حيث قسمت الدراسة المشاهدين إلى خمس مجموعات الأولى ما فوق الغرس (Over Cultivation) وهم المشاهدون الذين. اهتم بعض الباحثين عام 2001 بتقنين افتراضات نظرية الغرس من خلال استخدام مدخل السلوك المبرر لتحديد ما إذا كان المشاهدون كثيفو المشاهدة للتليفزيون يتأثرون ليس فقط على مستوى الاعتقادات والاتجاهات ولكن أيضاً على مستوى نوايا السلوك أو القيام بسلوك فعلي يتم باتخاذ إجراءات وقائية ودفاعية تجاه بعض القضايا مثل العنف والجريمة في المجتمع. قام الباحثون باختبار كل من نموذج التعلم والبناء النشط (النموذج النشط وأيضاً النموذج العكسي نموذج السلبية والتوافر ) عام 2005 من خلال قياس هذه المفاهيم في مضامين وسائل الإعلام،