الحياة العقلية يكون من البعث كان الإسلام سببا في أن خرج العرب من طور البداوة إلى طور الحضارة ، و معروف أن الأمم في الدور الأول لا تحقق لنفسها نهضة فكرية ، فحياتها العقلية لا تزال تحدها أسوار السذاجة والطفولة . وقد نقل الإسلام العرب نقالة كبيرة ، فقد استولى فيما استولى عليه عند الأمم المفتوحة على جميع تراثها العقلي الذي تحدثنا عنه في الفصل السابق ، فما هى إلا عشية أو ضحاها ، حتى أخذت سيول الثقافات الأجنبية التى كانت مبثوثة فى العراق والشام ومصر تنحدر إلى مجرى النهر التحول في شعره ي ، الذي كان عية وابتهالات ها فرع من العربي وتحدث تطوراً هائلا في حياة العرب العقلية. (۲) وكان من آثار ذلك أن انبثقت فى هذا العصر حركات تعليمية كثيرة ، على رأسها الحركة الدينية التي عنيت بتفسير القرآن الكريم ورواية الحديث الشريف ، میت آثاری عن النار كما عنيت بوضع قواعد الفقه الإسلامى الذى لم يقف به أصحابه عند أمور العبادات الدينية ، بل وستعوه حتى شمل كل فروع الحياة المدنية والسياسية . وكانت الأصول التي تستمد منها قواعد هذا الفقه هي القرآن والحديث وإجماع المسلمين ثم القياس . ومعنى ذلك أن الاستنتاج والرأي الشخصي احترما في الفقه الإسلامي منذ أول الأمر ، يشهد لذلك ما روى عن الحسن البصرى من أن شخصا سأله عن بعض فتاويه : أبرأيه أم سمعها ، فقال : « لا والله ما كل ما نفتى به سمعناه (۱)) وتقصيرها من مثل والطور شعر في وقد أخذت تُؤسس فى كل بلدة كبيرة مدرسة فقهية ، فكان في مكة عكرمة ، وعطاء وابن أبي مليكة . وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، وعُروة بن الزبير ، وفي اليمن وهب ابن منبه وطاووس . وفى مصر الصابحى ، ويزيد بن عبد الله البربي .