كانت بيبيش تردد باستمرار مقاطع غنائيه تترنم بها في جوف الليل كانت كائنا لا ينام من بعيد من بين نباح الكلاب اسمع صوتها رخيما موزونا يحمل انين يحمل انين الالم واهات الاسى تردد وسادتي صداه واسيخ السمع فيشدني شدا وبين الصمت والنطق كان السواد باللغه الاعماق الايقاع نسق اساسي لحفظ التوازن ما كانت موسيقاه ممكنه الا لان الانسان هو قبل كل شيء كما قال نيتش تصادم مشخص كانت بيبيش في هذا الماء قبل كل شيء قوه صامده ترغب بترنيماتها اعاده التوازن المفقود كانت هذا التصادي المشخص اراها من ورائي سعف الظلام تحت كفه الميزان تدفع بكتفيها ثقل الكفه كي يكون للكفتين التوازي التوازي الحق كانت سيزيف البلده في نسج الزمن الجديد لاساطره المحضه في الدفع المبين لتشخيص التصادي فكان النشيد الشجي تنهيده القديسه وصراخ الساحره وبينهما جسر المحنه التي تحياها بيبيش في منتصف الليل تنهيده الليل في الرباعيات المتربعه على غلاله القلب وصراخ الساحره النهاري في وجه قبح العالم لذا كان جيرارد دونير فال محقا في الحديث عن محنه الترنح بين الحدين حين قال عازفا بالتناوب على قطاره اورفي تنهيده القديسه وزعيق الساحره يرى ارثير رامبو انه حين سنكف عن استعمال اللانهائي للمراه ستشرع في العيش من خلال نفسها ومن اجل نفسها ستصبح هي الاخرى شاعره وستعثر على المجهول فيها لذا خوفا من هذا المجهول كان حمق الانثى في بلدتي اكثر إثارة من حمق الذكر فقط لانها اضافت حلقه فريده اخرى الى حلقات سرها المجهول الى ممارساتها المرتبطه بتناقضات اللذه والالم والاغراء والاغواء والفتنه والربط الشد الروسي والعشق الاسر برضا الاسير حصل هذا كله دفعه واحده بتنهيده القديسه وفي لحظة مباغته دقيقه انضاف زعيق الساحره لتنغلق دائره الاكتمال ويولد فينا عنفوان المجهول حيا يرزق بيبيش امراه فارهه الطول شامخه الهيئه بوجه تغطي مساحه دائرته المعروقه او شام متناثره برموز امازيغيه ممتده الى الاعلى كانها اختارت منذ زمن الرحم ان تنظر الى العالم من فوق لا ادري لماذا كانت تحويماتها النهاريه لا تبرح الفضاء المحيط بالمدرسه الاعداديه الوحيده في البلده وتحديدا خلف قسمه الداخلي لانها كانت تحويمه الحرمان من ولوج علم الحرف ومعرفه السبوره السوداء ام كانت تحويمه الحريه ارتباطا بالتخلص النهائي من كل اعتقال لشحن الرؤوس بتعاليم عموديه قراءة من تلميذات خرجنا للتو من انضباط عرفي قصدتهن بحركات مخيفه فيتدافعن بتصايح خائف تقف بعده بيبيش واثقه من نفسها تؤكد ضعف الانثى العاقله العاقله وجهلها للمجهول الكامل فيها قيل عنها انها سليله الاشراف وانها الوحيده من بنات عشيرتها من تمردت على الاعراف وان ترنيمتها الليل وانما كانت صدى الخلل الكامن في الجوف المتمرد تاوه المكروب من قسوه الانتماء ومن ضروره الانضباط لاوامر شيوخ القبيله من غير طرح السؤال ولا البحث عن اجوبه لا تساير منطق الخيام المحاصره استدرجها واحد منا هي المهر الحارون التي تابى الاستدراج لا تؤانس احدا ولا تطمئن لمخلوق ومن توحشها الخلّاق تناسلت سبل التاويل وتهافتت مشارب القال والقيل تلك التي بدونها كانت بيبيش ستتجول بين الدروب من غير ان تلحقها الاف علامات الاستفهام مبداها من اين اتانا هذا الكائن الاحمق الشامخ ومنتهاها ما عله هذا المعلول التاء بيننا سؤال الخلل بيننا نحن الذين لم نتعود طرح السؤال الاسباب واكتفينا بالعيش بالنتائج استدرجها وهو الاكثر فضلا بيننا استدراجا بلغ حد التماهي هي التي كانت بكل تاكيد تبحث عن حنان ما في مكان ما وهو الذي كان يتقن لعبه السذاجه الماكره فكان ان اسرت له في لحظه ضعف ادمي يسري على الحمق السادس اكثر ما يجري على التعقل الماكري دون ان يحطم الفصل البشري بين اسرت له بتلاحق منغوم شدرات منطوقها الليلي الاحمق الذي طالما مصدق صمت الدروب في جنح الظلام واخترقت اهاته سقف الهزيع وشوشت على الاحلام وساده الطفوليه كي ينقشع الايقاع وتفيض الحان القد الممشوق هازئه بلسان القبيله المشقوق رددتها بلسان امازيغي ناضج بالغبن والحرمان (احمي حنا يا اماه الحنونه اسالي القاضي الذي حكم والشاهد المخدوع اهل اقدام الحناء) على مرمازج لي قالت قرينه الشاعره الزجاله نعيمه الحمداوي لو كان ما الهبال واش الديب كانوا بالوعود لو كان ما الهبال واش نتحزم بشوك القنفود حفظنا عن ظهر قلب ترنيمه بيبيش الليليه حتى كلما ظهرت بكل هيبتها وجلال قدرتها رددنا بصوت عال لازمتها كجوقه خلف البطل التراجيدي فتسرع الشلحه الخطوبه لتختفي هي التي تبث ان ابانت عن ضعف في تجمع الاقزام تختفي رافضه ان نشاركها منطوق حزنها الليل او وهذا هو الارجح ان ننهج بالمنطوق في واضحه النهار وقد خباته انيسا لوحده الليالي الموحشه ورفيقا لعزلتي التيه وبين الخفاء والتجلي ازدادت هاله بيبيش اتساعا واصبح المنطوق كلمه السر التي يخفي وراءها الاقزام خوفهم من القامه الحمقاء منذ اصبحت بيبيش كلما ابصرت مفش سر اللواعج الضنكه ازداد غيرها فتطارده بشراسه اي لانه بخيانه الأمانة خول لكل هؤلاء العاقلين فرصه تقليب المواجع في كل حين ام لانه على غفله منه وفي لحظه نزق ارعن حط مجلس بين الحدين بين التنهيده والزعيق واستخف بحذر العبور بين الاستهلال والختام وبين بين الحدين رائحه الاحتراق في اعماق الشلحه بيبيش اذا شتان بين التنهيده والصراخ بين القديسه والساحره بلغني من مفش السر الاعظم ان بيبيش تستحم عاريه تماما بالوادي عند كل صباح هو الذي حاز السبق بمعرفه اسرار الشلحه واصبح كل قول له فيها قابلا للتصديق تسللت للغابه وتسلقت الشجره المطله مباشره على المجرى وقبعت صامتا انتظر الطلعه البهيه واتحرق شوقا لجسد الغادة البرية تسمرت على الغصن جثه جامده او اكاد احصي انفاسي كي لا اثير انتباها لبؤه البراري سباحه الوادي فجاه ظهرت بيبيش تقدمت القامه حتى لامست جنبات التدفق وخريرا المائي يحدث فرقعه في الصمت المطبق وبعضا من صوت عصافيري متقطع يزيد من لهفه الرائي وابهه المرئي في لوحه الانتظار ماده يديها ماسكه باسفل حاشيه الثوب نزعت عنها بغلظه مالوفه من خشونه انوثتها ثوبها الفضفاض فاذا هي بلا ثبان هيفاء بضة عظيمه التعاريج بتضاريس موشومه من العنق الى اخمص القدمين نهداننا فراني بطل ضامر فخذان منتكران او شام عموديه افقيه سنساب بخضره متموجة يختلط امرها على الناظر في مهرجان الاتناز الوشوم او شام باشكال نصف دائريه تسير الى الانحناء يمنه ويسره كشكل القنافذ بكل شعرها الشوكي هل اقول معتذرا لبيبيش عن تبسيطه البليده وتاويل السخيف مستغلا فروه الانثى الغاضبه ان جسد بيبيش يصرخ ليس كالقنافذ املس ويشفع لي في ذلك قول جبران في النبي اجل كثيرا ما يكون الجاني ضحيه المبني عليه فأيّنا جاني واينا المثني الصباحيه هذا ارتمت القامه في الماء جمره تطاير بخارها بلولبيه ماجنه فظيعه رهيبه تصاب الماء والبخار والزقزقه والعشب والفرقعه والبياض والوشم الاخضر فكدت اسقط من على الغصن خذ هذه المراه يقول فيكتوريكو وانظر اليك جيدا فيها ستعلم علم اليقين ان بيبيش كائنا اخر سيضبب البخار لا محاله المرآة ومع ذلك ستصر الشلحه ان تظل كائنا مختلفا يختزل احتدام العناصر الاربعه في جلبه الكون زفاف الماء بالهواء بالتراب وبالنار الفقاعات ورائحه الاحتراق خريرا النهر والطين الادمي في عيني طفل حديث العهد بلغة الماء والجسد ماذا سيحدث لو انا بيبيش استعدت الى الدروب عريا موشوما امرا من اثنين اما ان الاهالي سيرجمونها حد الموت واما انهم سيخرون لها سجدا تلك عادتهم في صنع التاريخ سارت وسط الماء امامنا ثم خلفا والذراعان الموشومان يذرعان الماء بحضور طفولي ما اعتقدت ان وجه الشلحه تنهيدتها ولم ارها على ما هي عليه الان بل عشت صرختها مفزوعا في منتصف الليل يمنه فيسرى على بطنها حينا ما وعلى ظهرها حينا اخر ثم انسلت من الماء عجفاء وردفان ككثيبين بينهما رق مندي متى مشت حمل الثقل الواحد ثوب الاخر ام ان اعين الفزع كبيره يسكنها دوما دمع الارتياب تذكرت بها قول ابي ماضي: