١) أن تتكلم لغتين . ذلك مسلك حياة، والذي لا شك فيه أنك تتعرض لتأثير هائل حين تكافح لتجتاز حدود لغتك الأولى إلى لغة جديدة، وثقافة جديدة وطريقة جديدة في التفكير والإحساس ولا مراء في أنك تحتاج إلى التزام وانغماس تامين، واستجابة عضوية وعقلية وعاطفية كاملة كي تنجح في استعمال لغة ثانية استعمالاً صحيحاً، ذلك أن تعلم لغة ثانية ليس مجرد مجموعة من خطوات سهلة يسير أن تبرمجها ثم تؤديها بنفسك. بل لا يستطيع أحد أن يخبرك كيف تتعلم لغة أجنبية دون أن تحاول أنت محاولة حقيقية، فتعلم لغة ثانية عملية مركبة تتضمن عدداً لا حد له من المتغيرات. ولا شك أن المقررات الأكاديمية في اللغات الأجنبية مقررات معتلة ومهتزة، لأنها في الأغلب تستند - في ذاتها ومن ذاتها - إلى أسس غير ملائمة لتعلم لغة ثانية تعلماً ناجحاً، ومن ثم لا ينجح أحد ـ تقريباً ـ في اكتساب الطلاقة في اللغة الثانية في قاعات الدرس وحدها. وقد يبدو متناقضاً أن يكون هذا الكتاب عن التعلم والتعليم معا، لكن بعض هذا التناقض ينزاح إذا نظرت إلى العملية التعليمية باعتبارها تيسيراً للتعلم،