يعتبر مفهوم البطالة من المفاهيم التي أخذت أهمية كبرى في المجتمعات المعاصرة من حيث البحث والتحليل؛ لذا استحوذ موضوع البطالة بشكل رئيسي على عناية أصحاب القرارات ، وكذلك علي اهتمام الباحثين المجالين الاجتماعي و الاقتصادي، باعتباره موضوعا يفرض نفسه بشكل ا ملح على الساحة الدولية عموما و الساحة العربية خصوصا. لذا لا تكاد تصدر دورية علمية نخصصة ذات علاقة بعلم الاقتصاد والاجتماع إلا و تتعرض لموضوع البطالة بالتحليل والنقاش. وتمل قضية البطالة في الوقت الراهن إحدى المشكلات الأساسية التي تواجه معظم دول العالم باختلاف مستويات تقدمها وأنظمتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ولعل أسوا وأبرز سمات الأمة الالتصادية التي توجد في الدول العربية والنامية علي حد سواء في تقالم مشكلة البطلة أي التزايد المستمر المطرد في عدد الأفراد القادرين على العمل والراغبين فيه والباحثين عنه دون أن يعثروا عليه. فيكاد لا يخلو أي اقتصاد منه ، حيث من الصعب أن يصل الاقتصاد إلى حالة التوظف الكامل . ويحسب معدل البطالة بالنسبة بين عبد العمال العاطلين إلى العدد الكلي للعمال المشاركين في قوة العمل خلال فترة زمنية معينة . أى أن : عدد العاطلين معل البطالة 100 x قوة العمل وتشمل قوة العمل جميع في سن العمل في الفترة من 15-60 سنة بالإضافة إلى من هم دون سن العمل ويعملون ، ومن هم ة فوق سن العمل ومازالوا قادرين وراغبين في العمل ويمكن أن تحدد الحالات التي لا يمكن أن يعتبر فيها الأفراد عاطلين عن العمل فيما يلي العمال المحبطین و هم الذين في حالة بطالة فعلية و يرغبون في العمل، و لكنهم لم يحصلوا عليه و ينسوا من كثرة ما بحثوا، • العمال الذين لهم وظائف و لكنهم أثناء عملية إحصاء البطالة تغيبوا بصفة مؤقتة لسبب من الأسباب كالمرض و غیيرها من الأسباب. . العمال الذين يعملون أعمالا إضافية غير مستقرة ذات دخول منخفضة، و هم من يعملون الحساب أنفسهم. الأطفال، المرضي، العجزة، كبار السن و الذين أحيلوا إلى التقاعد. الأشخاص القادرين على العمل و لا يعملون مثل الطلبة، . الأشخاص المالكين للثروة و العمال القادرين عن العمل و لكنهم لا يبحثون عنه. . الأشخاص العاملين باجور معينة و هم دائمي البحث عن أعمال أخرى أفضل. وعليه يتبين أنه ليس كل من لا يعمل عاطلا، و في ذات الوقت ليس كل من يبحث عن عمل يعد ضمن دائرة العاطلين . وتعانی جميع دول العالم المتقدم والنامي من ظاهرة البطالة ولكن بدرجات متفاوتة ، وهناك عدة أشكال للبطالة وأهمها ما يلی تنتشر البطالة المقنعة في الدول النامية ، وذلك بسبب الزيادة السكانية السريعة ، والانخفاض الكبير في التراكم الرأسمالي ووجود خلل في الجهاز الانتاجي ، وتنتشر تلك البطالة في القطاع الزراعي ، ویرجع ذلك إلى عدم قدرة القطاع الصناعي الناشئ والصغير على استيعاب الزيادة الكبيرة في القوى العاملة ، بالإضافة إلى أن الفنون الإنتاجية المطبقة في القطاع الزراعي تسمح باستيعابهم ، وحيث أن كل زيادة جديدة في القوى العاملة تتجه إلى القطاع الزراعي ، وعند مستوی معين تؤدى الزيادة الكبيرة في القوى العاملة في هذا القطاع إلى أن يصبح به قوى عاملة فائضة تزيد عن الحاجة الفعلية للنشاط وهنا تطفو على السطح مشكلة القوى العاملة الفائضة أو البطالة المقنعة . فالبطالة المقنعة معناها وجود عمالة زائدة عن حاجة النشاط الاقتصادي مما يؤدى إلى أن تصبح الإنتاجية الحدية للعمالة الزائدة مساوية للصفر . حيث يبدو شكلي فقط أن العمالة الفائضة تساهم في الإنتاج ولكن الحقيقية أنها تؤدى إلى انخفاض الإنتاج نتيجة لانطباق قانون الغلة ، أى أن الإنتاجية الحدية لبعض العاملين في الدول النامية تكون سالبة مما يعني أن عات بقرلب عليه زيادة النائج الكلي . بتنتشر البطالة المقنعة - أيضا - في القطاع الحكومي والقطاع العام وقطاع الخدمات بسبب المعاهد والجامعات والمسرحين من القوات عض العوامل الاجتماعية والسياسية . فكثيرا ما تلتزم بعض حكومات الدول النامية بتعيين خريجي حة في الحكومة أو شركات القطاع العام في لوفت الذي تعلم فيه أن مؤهلاتهم لا تتناسب مع متطلبات سوق العمل . كما تنتشر البطالة المقنعة في الدول النامية أيضا في عديد من الخدمات والأعمال المتدنية في المدن ، ويتمثل ذلك في كثرة الباعة الجائلين وماسحي الأحذية وموزعي الجرائد وأوراق اليانصيب وغيرها . وتمثل البطالة المقنعة جانبا يعتد به من حجم البطالة في الدول النامية . وتمثل البطالة المقنعة تبديدأ لجزء مهم من القوة العاملة ، حيث تستنزف هذه الطاقات في لمال لا تفيد الاقتصاد ولا يترتب عليها إضافات مهمة إلى الناتج الوطني ، ومن ثم ، ولحساب البطالة المقنعة يجب معرفة بعض المتغيرات كالتالي : المنوي العلى للتوطف مستوى التوظف المقابل لمستوى الدخل الجديد 0 O/L O/L* المستوى الفعلي للإنتاج المستوى المرغوب للإنتاجية وتحسب البطالة المقنعة كالتالي : О О O/L O/L مثال : بفرض أن الإنتاج الجاري لنشاط معين ما قيمته مليون (5) ریال ، وأن العمالة الموظفة | مثلا تقدر بعشرة آلاف عامل ، مستوى الإنتاجية حوالي 500 ريال، والمستوی المرغوب فيه هو 1000 ريال، احسب مقدار البطالة المقنعة ؟ ‏о 0 000. 000 5.000. 000 1000 500 ‏u 10. 000-5. 000- 5000 إذن حجم البطالة المقنعة -S000 عامل، أي أن نسبة العمالة في حالة بطالة مقنعة = 50% 2- البطالة السافرة : تعنی وجود شخص يبحث عن فرصة عمل ويرغب فيها وبالأجر الساند ولا يجد فرصة عمل . وقد يطلق على هذا النوع من البطالة اسم البطالة المزمنة وينتشر بصفة مستمرة نتيجة لجمود الاستثمارات وعدم مرونة أو تنوع الطاقة الإنتاجية ، بالإضافة إلى انخفاض الطلب المحلى بسبب انخفاض الدخول وضيق السوق . ومن هنا تكون فرص العمل غیر كافية لاستیعاب فائض عرض العمل في كافة القطاعات في ظل زيادة عرض العمل مع استمرار التزايد السكاني السريع . ويرى بعض الاقتصاديين أن البطالة السافرة ما هي إلا بطالة هيكلية ، كانت نتيجة طبيعية للتغيرات الهيكلية التي شهدها الاقتصاد مع الاتجاه للتصنيع وتزايد الأهمية النسبية للقطاع الصناعى في هيكل الإنتاج ، ثم مع تطور نمط التمية وتغير نوعية السلع المنتجة . وقد صاحب هذه التغيرات استحداث مواصفات خاصة ومهارات جديدة في العمل المطلوب لم تكن متاحة ، الأمر الذي تسبب في إيجاد بطالة هيكلية كانت تمتص تدريجيا مع اكتساب تلك المهارات . ومعظم البلاد تعرف هذا النوع من البطالة طالما هناك تغيرات في هياكلها الاقتصادية ، وهو امر يفرضه التقدم ، وإن كان ارتفاع معدل هذه البطالة يمثل مشكلة تدعو للقلق إذ يعكس عدم قلرة عنصر العمل على التكيف مع متطلبات تلك التغيرات . البطاله الموسمية فيمكن إرجاعها إلى طبيعة النشاط الاقتصادي الذي يتسم بالموسمية وتنبذب حنتاجاته من العمالة من موسم إلى آخر . وتنتشر تلك البطالة في قطاعي السياحة والزراعة . وعلی لك فإنه من| المتوقع استمرار البطالة الموسمية ما دام الطلب على العمل يتسم بقلبه من وقت إلى خر ، ومادامت الطرق الإنتاجية المطبقة في تلك القطاعات تعتمد على كثافة عالية في عنصر العمل وإن كان من الممكن تخفيضها من خلال تشجيع بعض الأنشطة المرتبطة بتلك الأنشطة إالتي في شتطبع املصاص فائش العمل في الموسم التي ينخفض فيه الطلب على العمالة. على استيعاب عنصر العمل و بما يعنى أن | الزيادة المحققة في الناتج والدخل لا تقابلها زيادة مماثلة البطاله الدورية وهذا الشكل من أشكال البطالة ينتشر في الدول الرأسمالية المتقدمة نتيجة للدورات التجارية التي تعرض لها اقتصاديات تلك الدول وخاصة عندما تمر الدورة بفترات الركود والكساد ، وأن القضاء على البطالة الدورية في الدول النامية يتوقف على السياسات الاقتصادية التي تطبقها الدول الصناعية المتقدمة وقدرتها على القضاء على التقلبات الاقتصادية أو التخفيف من آثارها . البطالة الفنية يظهر هذا النوع من البطالة في الدول النامية والدول المتقدمة ، والبطالة الفنية في الدول النامية تصبح أكثر حدة نتيجة لعدم قدرة العمالة القديمة على استيعاب أو استخدام الآلات الحديثة مما يؤدى إلى الاستغناء عنهم ويمكن القضاء على مشكلة البطالة الفنية من خلال تدريب العمال وتأهيلهم لاستيعاب الفنون الإنتاجية الحديثة . البطالة الهيكلية تقتصر على قطاع إنتاجي صناعي معين، و هي لا تمثل حالة عامة من البطالة في الصارذا النوع من يوجد في أجزاه واسعة ومتعندة في أقاليم البك الواحد ويلشا نتيجة للتحولات الاقتصادية التي تحدث من حين لأخر في هيكل الاقتصاد كاكتشاف موارد جديدة أ وسال إتاج أكثر كفاءة،