ولا زي الإعدادي الرمادي الخالي من أي زخرفة المتجعلك باستمرار بسبب الزحام والحرّ، ولم تستوعب فكرة الجلوس في منحشرة في سيّارة بيك آب مع عشر بدويات أخريات تترجرج أجسادهن الصغيرة وتصطفق من الريح المحملة بالرمل ساعة أو استغرق أبوها في جلسات الشواء والشراب والزار، ماله ورعت غنمه وإبله حتى تضاعف في سنوات قليلة، النوق الأصيلة تمر الخلاص والسمن البلدي وعسل النجل، وشاركت بها في سباقات الهجن حتى نجحت في بيع إحداها لأحد شيوخ أبو ظبي بعشرين ألف ريال استخرجت للناقة جواز سفر وشحنتها إلى أبو ظبي، استبدلت بالخيمة بيتا من الإسمنت المسلّح اشترت له السجاجيد والمناديس من سوق مطرح: سخرت علنًا من جيرانها الذين بنوا بيتا بطابقين وظلوا يقضون حاجتهم تحت شجيرات السمر الصحراوية خارج البيت الجديد المزوّد بخمسة حمّامات. أخيها المنغولي فدرّبته على رعي الغنم والإبل، تنفست الصعداء وأحكمت سيطرتها على حياتها ومالها وحريتها، ولما تفتحت أنوثتها ووصل خبر عبيرها القاصي والداني لقبها الناس بالقمر استهزأت بخطابها الكثيرين وتفرغت لأخيها قالت لنفسها إنّها حين سترى رجلها ستعرفه وستأخذه،