تُعدّ جريمة العنف الجنسي ضد الأطفال من أفظع الجرائم المرتكبة بحقهم عالميًا، وقد أثارت اهتمامًا كبيرًا نظرًا لخطورتها وانعكاساتها النفسية والاجتماعية المدمرة على الطفل والأجيال القادمة. تعرفه منظمة الصحة العالمية بأنه "كل فعل أو محاولة فعل جنسيّ بالإكراه"، وهذا الإكراه يتخذ أشكالًا متعددة من العنف الجسدي والنفسي والإبتزاز والتهديدات، بهدف إخضاع الضحية للحصول على مبتغاه الجنسي، مما يتضمن أشكالًا متنوعة من المواقعة الجنسية. سلّط تقرير منظمة الصحة العالمية الضوء على خطورة العنف الجنسي ضد النساء والأطفال، مُشدّدًا على اتساع هذه الظاهرة الإجرامية عالميًا. وفي المغرب، تُثير هذه الظاهرة قلقًا بالغًا نظرًا لتزايدها وخطورتها، كما تُشير التقارير الوطنية والدراسات الجامعية وتقارير اليونيسيف إلى قلقٍ بالغ إزاء واقع الطفولة المُعرّضة للعنف الجنسي، في ظل غياب سجل وطني دقيق يُمكنه تحديد حجم وخطورة الظاهرة بشكل كمي وكيفيّ، مما يُثير هاجس غياب تشخيصٍ دقيق لهذه المشكلة.