كانت جبهة التحرير الوطني تدرك أهمية الإعلام ودوره في المعركة التحريرية، وأن نجاح الثورة التحريرية يتوقف إلى حد كبير على الكفاح المسلح أولا ثم على التنظيم السياسي ثانيا خاصة وأن القضية الجزائرية رغم وضوح عدالتها كانت محاطة بكثير من التعقيدات، فالرأي العام الدولي ظل طوال قرن وربع قرن لا يعلم عن الجزائر سوى أنها جزء لا يتجزء من فرنسا، وبالتالي فإن الجزائريين لا يمثلون شعبا منفصلا عن الشعب الفرنسي وإنما يمثلون القطاع المختلف من الشعب الفرنسي 2 - الإعلام والدعاية: من هنا يكون التعقيد حيث أن القضية الجزائرية لم تكن مجرد قضية شعب يكافح من أجل استقلاله السياسي، ولكن لإعادة الاعتبار الى شعب عربي مسلم ليست له أية روابط تربطه بالشعب الفرنسي لا من حيث الأصل ولا من حيث المعتقد، وبذلك يكون إعلام الجبهة ملزما بأن بواجه تحديات رئيسية تتمثل فيما يلي: جزء لا يتجزأ من فرنسا، وإقناع الرأي ا أ - تحطيم الفكرة التي ظلت ترددها فرنسا منذ سنة 1830 من أن: " الجزائر العام الدولي بأن هناك شعبا جزائريا لهأصالته وتراثه، وله الحق في أن يحيا حياة حرة كريمة كباقي شعوب العالم . ب - إبراز الوجه الآخر من حقيقة فرنسا التي اشتهرت في العالم بأنها موطن العدالة والحرية والمساواة، ج- إقناع الرأي العام الدولي بأن الحركة الثورية في الجزائر الناشئة من العدم قادرة على استلام زمام الأمور في الجزائر (10). وهكذا دخلت جبهة التحرير الوطني ميدان الإعلام بإمكانياتها الضعيفة للدفاع عن مبادئ الثورة وأهدافها وتحطيم الترسانة الإعلامية والدعائية الاستعمارية المضللة للرأي العام الوطني والدولي رغم تأكدها من أنها تواجه عدوا متمرسا وعريقا في هذا الميدان ولم تكن تمتلك خبرات أو امكانيات مادية في هذا المجال، عقيدتها في عدالة قضيتها عقيدتها بحتمية انتصار الثورة عندما تلتف حولها الجماهير الشعبية،