الفروق الفردية في السمات داخل الفرد نفسه والتغير فيها تعرف موسوعة علم النفس والتحليل النفسي السمة (Trait) بانها صفة جسمية او نفسية، والسمة استعداد ديناميكي من شأنه تعيين كيفية اتجابة الفرد في مواقف معينة. والسمة اذن في حكم الاستعداد الذي لاينشط إلا إذا توافرت الظروف المهيئة لاستثارته ولأن الظروف المهيئة دائما ظروف بيئية فهي متغيرة ولذلك فإن السمات ينبغي النظر اليها على انها متغيرات تؤدي دورها في تفسير السلوك إذا استطعنا حصر جميع الظروف المحيطة بالفرد والسمات يمكن أن تكون شائعة بين مجموعة كبيرة من الافراد وتسمى بالسمات المشتركة او سمات فريدة لدى أفراد بعينهم. ان السمة هي نتاج تفاعل العوامل البيولوجية والبيئية معا ، فالفرد الذي يمتلك سمة معينة في شخصيته توصم به شخصيته حتى تكاد تصبح علامة مميزة فيه لذا فالسمة : • توجد لدى كل فرد منسجمة نسبيا مع الاناثابتة نسبيا تتميز بالبقاء الطويل ان الفروق في الفرد نفسه والفروق بين الافراد هي فروق بالسمات اذا جاز لنا القول ذلك ويمكن ان تكون ابسط صيغة لان نطلقها في مجال الفروق في الفرد وبين الافراد. سبق وان ذكرنا في كتابنا السابق "سيكولوجية الشخصية"ان ما يعرف بانماط الشخصية التي تصفه وتسميه باسماء السمات بمعنى ان ينظر الى السمات على انها عبارة عن مفاهيم استعدادية (Dispositional Concepts) اي مفاهيم تشير الى نزعات السلوك او الاستجابة بطرائق معينة داخل الفرد نفسه وفي مواقف مختلفة وفي اوقات مختلفة ايضا، ان السمات في الفرد نفسه تصف مجموعة مترابطة او متشابهة من السلوك او الاستجابات بطرق معينة في مواقف واوقات مختلفة ولكل فرد سماته وتحدد هذه السمات شخصيته ونقاط ضعفه وقوته ومدى مرونته او تصلبه او قدرته على التكيف، ولا نغالي اذا قلنا ان سمات الفرد الواحد تختلف من حالة الى أخرى ومن موقف لاخر حسب ما تحدده الحالة النفسية - المزاجية فاحيانا يكون الفرد كريم جدا في موقف لا يستدعي الكرم الحاتمي، بينما يكون عكسه تماما في موقف آخر وكذلك في سمة الطيبة والاندفاع وكذلك الحال في القلق او اللامبالاة تجاه موقف معين، الخ. والاخلاقي. لذا تنتج التغيرات النمائية عن التفاعل ما بين العوامل الجينية والعوامل البيئية وكل تغير ثابت نسبيا في السلوك يعزى الى هذا التفاعل والذي يعد بحد ذاته نتاج لعملية التعلم وتوصل علماء النفس كل تغير ثابت نسبيا في الابنية المعرفية وفي مهارات معالجة المعلومات هو نتاج عملية التعلم ايضا وكل تغير ثابت نسبيا في عمليات الترميز والتخزين والاسترجاع هو نتاج عملية التعلم، انهم يتطورون بنفس السرعة وفي نفس الوقت تقريبا وبالرغم من وجود فروق فردية بين شخصيات الاطفال وكذلك الكبار، فإن مبادئ النمو وخصائصه تظل انماطا عالمية يتشارك فيها معظم اطفال العالم وكذلك البالغين بغض النظر عن جنسهم او جنسياتهم او موطنهم او اعراقهم. هذه التغيرات تساعد على تطوير وتحسين مهارات التفكير (معرفيا) والحركة (جسميا) يؤكد علماء النفس ان سرعة النمو بين طفل وآخر وبين فرد وآخر مختلف بالسرعة وبالانماط والتتاليات في النمو والتطور نفسه لذا تظل السرعة في النمو العقلي مختلفة من شخص لاخر وان ادراكنا لهذه الحقيقة (حقيقة الفروق الفردية في السرعة) يفرض علينا ان نكون حذرين بعض الشئ في الركون الى العمر وخصائص المرحلة لوصف او عنونة الاطفال فثمة مسافة (Rang) زمنية لاية مهمة نمائية وخصوصا العقلية منها فالنمو العقلي Mental Development هو النمو والتطور الذي يطرأ على الطفل مع تقدم سنه حتى مرحلة الرشد في ما يخص امكاناته العقلية العامة مثل الذكاء وامكاناته الخاصة مثل الاستعدادات العقلية المختلفة وقدراته الذهنية المتنوعة كاللغوية والحسابية والرياضية والميكانيكية والفنية إذ تكون في مستوى بدائي وضعيفة وقاصرة ولكن بمرور السن تتزايد وترتقي كفاءتها وتبرز وتكون الفروق الفردية واضحة من مرحلة وفترة زمنية الى اخرى وتكون متباينة وواضحة جدا في مرحلة الطفولة حيث يبدو النمو العقلي واضحا جدا وملموسا وخصوصا من الناحية اللغوية. الفروق الفردية في النمو الجسمي والحركي : يراقب بعض الوالدين ابنائهم وهم يكبرون بسرعة فائقة في مرحلة الطفولة والمراهقة وهي حقيقة ان النمو في هذه المراحل مضطرد وسريع في الوزن والطول ويصاحبه عدد من التطورات الداخلية المهمة في العضلات والعظام والجهاز العصبي المركزي الذي يتدخل بشكل جوهري فيما بعد بمستوى الاداءات الجسمية التي سيصبح الاطفال قادرين على اداءها في المراحل العمرية المختلفة اللاحقة. تبدو الفروق الفردية بين الاطفال واضحة جدا خصوصا في النمو الجسدي ويمكن قياس مستوى النضج الجسدي بوساطة التصوير بالاشعة للرسغ واليد حيث تبين الاشعة عدد العظمات ودرجة تكلسها بما يعرف بأسم" العمر العظمي باستخدام هذه التقنية وجد الباحثون ان نضج الاناث أسرع منه لدى الذكور. فعند الميلاد تكون الاناث متقدمات عن الذكور بحوالي من (64) أسابيع في نضج الهيكل العظمي ولكن في العام الثاني عشر فإن الجوة بين الجنسين تصل الى حوالي سنتين كاملتين (محمد الريماوي ص 161) . ان النمو الجسمي لدى البشر جميعا يسير بسرعات مختلفة فمثلا الدماغ والرأس ينموان بسرعة أكبر وصولا الى نسبتها لدى الراشدين مقارنة بأي جزء آخر من أجزاء الجسم، في حين أن الاعضاء التناسلية تنمو ببطء شديد في مرحلة الطفولة ولكنها تتطور بسرعة إبان مرحلة المراهقة كما ان الانسجة اللمفاوية التي تشكل جزءا من جهاز المناعة وتساعد الاطفال على مقاومة العدوى تتنامى بسرعة لتصل الى مستواها لدى الراشدين في نهاية مرحلة الطفولة قبل ان تتراجع سرعتها في المراهقة. يلاحظ ان الفروق الفردية بين الافراد تظهر حيث تتفاوت السرعة في النمو لدى الافراد فقد نجد طفلين في نفس العمر أحدهما وصل الى مرحلة البلوغ ويبدو أنه الأكبر في حين أن الثاني ما زال يعكس ملامح الطفولة ويبدو أنه الاصغر، يعد الطفل الانساني مخلوقا ضعيفا مقارنة باطفال الكائنات الحية الاخرى فالطفل البشري يظهر نهاية الشهر الاول نضج في عضلات الرقبة وينضج معها الدماغ الى درجة تسمح له الوصول الى اول نقطة مفصلية في نموه الحركي ثم يتوالي النمو شيئا فشيئا حتى يصل الشهر السادس حيث يبدأ الطفل بالجلوس بدون مساعدة ويحاول الكلام اما بين بين الشهر التاسع ونهاية العام يبدأ بالمشي متكئا على شئ ثم يقف وحده وبعد ذلك يتقن الوقوف، Ellis&Garber2000 اليس & كاربر هذا لاتجاه بدأ منذ مئة عام في المجتمعات الصناعية في العالم وكذلك في المجتمعات المترفة كما سُجل ان افراد هذه المجتمعات الصناعية هم الاطول والاكثر وزنا عبر المئة عام الماضية وترجع التفسيرات للاسباب التالية وهي التغذية الجيدة والرعاية الطبية وهما مسؤولتان عن هذه الظاهرة ويرجع العلماء تأخر البلوغ للتغذية الفقيرة والتعرض للامراض المعيقة للنمو كما لوحظ ايضا ان لممارسة الرياضة والانشطة الجسمية الاخرى الضعيفة دورا في تأخر البلوغ او عدم انتظام الدورة الشهرية عقب مجيئها لاول مرة. يقصد بالنمو كما تراه موسوعة علم النفس والتحليل النفسي بأنه كل زيادة مضطردة في حجم الكائن الحي او احد اعضائه وايضا الزيادة في وظيفة من وظائف الكائن او احد اعضائه بحيث يصبح قادرا على اداء لم يكن يستطيعه من قبل. اضطراب او تاجيج العقل بسبب مثيرات خاصة تترافق مع بعض الاثار الملاحظة على الجسم. ويرى عدد من علماء النفس ان طبيعة الانفعال في هذه الايام تختلف عنها في الاجيال السايقة، إن الانفعال مرتبط بما يريد الفرد ان يفعله ويضبف علماء النفس ان احد مجالات النمو الانفعالي المهمة هو مجال التنظيم الانفعالي. ان الفروق الفردية في مستويات الانفعال تحددها ثلاث صور فالبعض يظهر الخوف والبعض يظهر الغضب الخارجي والبعض تبدو عليه استجابة الكآبة التي تتالف من التعبير عن غضب المرء من نفسه أو بعبارة اخرى من توجيه اللوم نحو الذات وترافق استجابة الانفعال ظهور اعراض فسيولوجية تبين ان هرمون النورأدرينالين يتم إفرازه على حين الاستجابة الادرينالية كانت تبدو على البعض ممن يستجيبون باستجابة الخوف او الاكتئاب. هذه الانفعالات واستجابتها تتفاوت بين الافراد في مختلف المواقف ومن فرد لآخر ويرى علماء النفس ان تاثير الانفعال في السلوك كبيرا حيث يستجيب الدماغ والجسم باستجابة انفعالية عندما يستثيره مثير خارجي وتتراوح الاستجابات من الاعتيادية الى الشدة عند الافراد فبعض علماء النفس يرون ان الانفعال يختلف عن الدوافع بسبب أن الانفعال له تاثير سيئ على السلوك إذ يؤدي به الى الاضطراب والاختلال، والبعض الاخر من علماء النفس فيرى ان الانفعال يمكن ان يؤدي الى انتظام السلوك كما تفعل الدوافع. الفروق الفردية في المزاج: صف موسوعة علم النفس والتحليل النفسي المزاج بأنه اتجاه انفعالي وميل للفرد له درجة ما من الثبات يهيئه للاستجابة للمواقف، ويتكون المزاج من خلال مراحل التنشئة والنمو والتعلم والنضج وهو يعبر عن طبيعة الفرد الانفعالية وعن البنناء النفسي في علاقة الفرد بنفسه أو في تفاعله مع الواقع المحيط. كما ان الحالة المزاجية تعد احد مظاهر التقييم للامراض النفسية والعقلية كما ان للحالة المزاجية اهمية كبيرة في مجال اداء العمليات العقلية فريما تؤثر على ادائها الوظيفي من حيث تحقيق هذا الاداء في اطار وظيفي سوي ويضطرب هذا الاداء ويضمحل اذا ما انحرفت الحالة المزاجية عن معدل الطاقة السوية بالنسبة لمثيرات الواقع النفسي او الواقع الخارجي. المزاج هو الحالة النفسية التي يتلائم يها الفرد مع المواقف الخارجية واختلالها يعني تعكر المزاج الذي ينبعث من الداخل وهو لذلك استجابة نفسية يقوم بها الفرد عندما يواجه موقفا لم يستعد له من قبل ويقول علماء النفس، المزاج يطلق على المظهر الخارجي للسلوك وعلى الطاقة النفسية والاجتماعية فالموقف الواحد الجديد ربما يسترك في مواجهته أفراد كثيرون ولكنهم يختلفون في استجابتهم اختلافا كبيرا في الموقف ذاته، فالبعض يستجيب لموقف الخوف برد فعل اعتيادي والاخر يستجيب بحالة من الرعب وكذلك مواقف الحياة الاخرى مثل الحب والكره والتعامل بقسوة او لين ن وهكذا يختلف الافراد في نوع الاستجابة ولهذا يرى (كامل) بأن المزاج هو مجموعة الخصائص الفردية التي تميز ديناميكية النشاط النفسي عند الانسان فخصائص رد الفعل تختلف من فرد لآخر ومن موقف لآخر كما هو الحال في المزاج فتختلف من فرد لاخر ومن موقف لاخر ومن حالة لاخرى وقد ينتقل من موضوع لاخر وربما ينقلب الى نقيضه فيحل وجدان الكراهية محل الحب "على سبيل المثال"والعكس صحيح وهو ما عرف على تسميته بالوجدان المقلوب او ارتكاس الوجدان وهناك حالة يحس فيها الفرد باضطراب وجداني وهو ذلك الشكل الذي يعجز فيه الفرد عن معايشة الواقع وهو اختلال في الامزجة ولا يصيب كل الناس وانما عناك فروق فردية بين الناس في هذا النوع من السلوك فيبدو في حالة من التطرف عند شخص ما ومعتدل عند شخص آخر ولهذا نجد ان الافراد يختلفون في امزجتهم حيث ان لدى البعض جهازا عصبيا حساسا جدا ونشاط غددهم كبيرا مما ينجم عن ذلك اندفاع في الاستجابة للمواقف وسرعة في التهيج والغضب في حين نجد ان لدى البعض الآخر جهازا عصبيا هادئا وغددا اقل نشاطا مما يترتب على ذلك وجود اشخاص هادئين ومعتدلين في الاستجابة المواقف الحياة المختلفة منها الخوف والانفعال ان اشتداد صراع الحب والكراهية الذي يعصف بالوجدان انما هو المأساة المحورية في دراسة الاكتئاب كما يقول "مصطفى زيور ويضيف بقوله إن قلب الانسان تسكنه قوتان متناقضتان لكل منهما طاقة تكاد تساوي الأخرى تتنافسان في اتجاهين متعاضين ومع ذلك فإن هاتين القوتين قد تتداخلان الواحدة في الاخرى او ربما تحل الواحدة محل الاخرى بل يبدو ان التداخل سمة أساسية في حياة الانسان تبهظ كاهله وهي التي يطلق عليها في التحليل النفسي ثنائية الوجدان وهكذا نجد ان الانسان مدفوعا بحاجة ملحة الى الحب والخلق والتشييد ونجده في نفس الوقت واحيانا بنفس الالحاح مشدودا الى الكراهية والتدمير، إنه موجب سالب معا وإذا وجهنا النظر الى الكراهية في صورتها الفجة المدمرة وجدنا الانسان الكاره محطما لغيره وفي ظروف بعينها محطما لنفسه إذ لم يسعفه الحب فيسانده في تلطيف حدة الكراهية ، وهكذا فإن الأمزجة ترتبط بالحالة النفسية للانسان دائما وهناك عوامل جسمية لها تأثير واضح مثل الغدد الصماء كالغدة الدرقية والغدد الجنسية والغدد النخامية، او كبح جماعها ومثل هؤلاء الاشخاص يتميزون بالثورة او الانفعالية الدائمة والهياج المستمر او القلق حتى ان البعض تميزت شخصيته بالشخصية الانفعالية او الشخصية القلقة ويمثل هؤلاء التطرف الموجب في مجال الفروق الفردية في المزاج في حين نلاحظ اشخاصاً يتميزون بالهدوء والشديد أو الاتزان أو برود في رد الفعل إزاء معظم المواقف الحياتية حتى وإن كانت شديدة ويعد هذا موروث من الاباء او من الامهات حتى انها عدت سمات توصف بها شعوب بعينها وهو التطرف السالب في مجال الفروق الفردية المزاجية او الفروق بين المجتمعات. أما البيئة فتؤثر في الحالة المزاجية الفردية وتظهر الفروق الفردية واضحة جداً سواء على مستوى الفروق الفردية أو بين الجماعات وكثيرا ما يعول علماء النفس على اهمية البيئة في تشكيل سلوك الفرد وعد العامل الاساس والمؤثر لشدته في تكوين سلوك الانسان فالبيئة هي التي تحدد نماذج السلوك المزاجي للفرد ولها اثرها الكبير في تهذيب النفوس واعتدالها كما ان للثقافة والحضارة اثرها البارز في سيطرة الفرد على مزاجه المتطرف وقدرته على التحكم باعصابه في حالة إثارتها. ونلاحظ الحالة المزاجية تكون اشدها في الحياة الاجتماعية وايجاد الحلول للمشكلات في مواقف مختلفة من التعقيدات وخصوصا في الاشكالات بين الأفراد او بما يتعلق بالقضايا الاجتماعية المعقدة وكذلك في التعاملات التجارية والتجاذابات السياسية ومناقشاتها الملتوية التي تحتاج الى مزاج هادئ ومتزن لغرض الحصول على الحق او السيطرة على مجريات الامور في المناقشات مع أطراف يتسمون بالتطرف أو التعصب الديني أو السياسي أو المذهبي. تشكل البيئة الاسرية مع بعض التداخلات الوراثية لدى البعض من مرهفي الاحساس وخصوصا اصحاب المزاج المرهف من الفنانين او الادباء او الكتاب فتجعل منهم البيئة الهادئة مبدعين في تخصصاتهم، اما اذا اهمل الوالدان طلب طفلهما فإن الطفل يتعلم الاسلوب الذي يناقض سماته الشخصية فيكون اكثر ميلا للفوضوية رغم وجود علامات القدرات باقية في ذاته، فالرعاية الصحيحة للأبناء يمكن أن تساعد في تقوية الميول النفسية للفرد برغم فطريتها بمعنى ادق كلما كانت الرعاية في سن مبكرة من حياة الانسان كان تأثيرها اقوى. وعموما فكلما زاد الذكاء او انخفض لم يعطينا مؤشرا في الفروق الفردية بالحالة المزاجية واعتقد إن الفروق في هذا الجانب تحتاج الى تفسيرات جوهرية نفسية لا احصائية ويمكن ان تدرس ضمن وجهة النظر التنبؤية بالسلوك لذوي الذكاء المرتفع او المعتدل ويبقى مجال البحث مفتوحا في العديد من الدراسات النفسية المتعلقة بالفروق الفردية لدى الانسان اذا ما عرفنا ان الوظائف النفسية التالية لم تقاس ولم تدرس بمعايير الفروق الفردية والوظائف النفسية هي: - التفكير: يعد سمة ظاهرة لدى بعض الافراد في سلوكهم. الخيال والحدس او التخمين: ويظهر في الأحكام والسلوك لدى عدد من الأفراد. الفروق بين الجماعات يمكن تحليل الفروق الفردية في السلوك الاجتماعي الى فروق في الدافع، والقدرة، والقدرة Ability الى المهارة التي يتحقق بها هذا الهدف والاسلوب الى الطريقة التي يتم بها هذا ويعتقد "اراجيل" ان التباين في السلوك الاجتماعي هما تعبيرات عن الدوافع في مجال السلوك الاجتماعي سواء كانت بين الافراد في المجتمع او بين الجماعات لذا نجد نمط العلاقات الاجتماعية الذي يفضله الشخص ويبحث عنه لا يتفق دائما بها مع الاخرين وهو الحال نفسه بين الجماعات فهناك بعض التجمعات يشعر افرادها بعدم الاتفاق والصراع ويعجزون عن العمل الفعال وقد تؤدي الى الاضطراب وخصوصا في التجمعات ذات الاصول العرقية المختلفة ومن الصعب ايجاد التوازن في داخل مثل هذه الجماعات البشرية. القدرات الكمية وتشمل (القدرة الرياضية، القدرة العددية) الاناث اعلى من الذكور في الحساسية للمس وفي التعبير عن الخوف والمساندة والشعور بمساعدة الآخرين وتأكيد الذات وانهن أكثر ميلا للاحتفاظ بالصداقات والعلاقات الاجتماعية وأقل ميلا للعدوانية من الذكور. الذكور اعلى من الاناث في القدرة على حل المشكلات والقدرة على التحمل والصبر وادراك مفهوم الذات الايجابي وفي النشاط والحيوية وكذلك في الدافعية للمثابرة. الفروق بين الجماعات على أساس عرقي تعترض الدراسات التي تهتم بالاعراق والملل والنحل بين الاقوام صعوبات كثيرة من اهمها الأداة التي توضع للقياس فضلا عن المعايير الموضوعية التي تضمنها الادوات ثم هناك العينة واختيارها بين هذه الملة اوتلك الجماعة فحتى بين الجماعات فروق ثقافية وانتماءات عرقية يصعب حصرها فالمشكلة تكمن من اختيار الاختبار الناجح ثم تصميم الاطار الثقافي التي يضم جميع معايير ومكونات عينة الدراسة. حظيت العديد من الدراسات التي قام بها علماء النفس في بلدان عديدة بالدعم والمساندة وكان من المؤمل ان تصل الى درجة معقولة من الموضوعية والحيادية ومن ابرز تلك الدراسات التي اجريت دراسة الفروق في الذكاء بين السود والبيض في الولايات المتحدة الامريكية، كل تلك الدراسات اظهرت الكثير من عدم الدقة وبرزت الكثير من المشكلات المتعلقة بالحيادية نذكر منها : - حيادية القائم بالاختبار: ان احدى مشكلات علم النفس هي ان الانسان في دراسة علم النفس انما يدرس نفسه ومن ثم فإن ما يقيسه لدى المفحوص يكون لديه غالبا موقف حياله. - العلاقة بين الفاحص والمفحوص: يقول علماء النفس ان اساليب اقامة مثل هذه العلاقة تختلف من موقف لآخر تبعا لطبيعة الاختبار ولطبيعة الهدف من اجرائه. الظروف التجريبية: عادة يتطلب الحد الادنى من الظروف الفيزيقية وتضمن حدا معقولا من مساعدة المفحوص لاجراء التطبيق والسؤال المهم الذي يطرحه علماء النفس بخصوص الظروف المناسبة اثناء التطبيق والظروف المناسبة ليست ظروفا واحدة في كل المجتمعات،