يقول هذا المقال ان اب يجتمع مع ابناءه الثلاثه الذين في مراحل عمريه مختلفه والقي عليهم سؤالا " لماذا تذهب الي المدرسه" فاجاب كل منهم اجابات مختلفه عن الاخر فقال انه لو دقق في التصحيح لاسقطهم جميعًا فما شئ من ذلك يستحق ان يكون إجابه صحيحة ولاشبه صحيحة وان عيب هذه الاجابات انها لا تركز علي غرض التعليم الاساسي بل حشو الذهن بالمعلومات ونيل الشهاده. بل إن أﻫﻢ وظيفه ﻟﻠﻤﺪرﺳﺔ أﻧﻬﺎ ﺗﻌﻠﻤﻨﺎ ﻛﻴﻒ ﻧﻨﺘﻔﻊ بتراث اﻟﺴﺎﺑﻘين, وقد كان العالم كله في هذه الزمان كلها عباره عن معمل تشتغل فيه كل هذه الملايين علي التعاقب حتي يصلوا الي النتائج الصغيره بعد العناء الكبير وهم لا يصلون الي هذه النتائج الا علي جسور من رءوس الضحايا وقد قدمت هذه القضايا الي انتجتها الاجيال السابقه شئ اسمه كتاب ولو اخذنا اي كتاب مدرسي في اي موضوع سواء كان في الهندسه اوالطبيعه اوالكيمياء او البلاغه لعجزنا عن عدد الذين ذهبوا ضحيتها في البحث والتجربه وﻟﻌﻞ اﻟﻨﻈر علي الكتب في ضوء هذا البيان يفيدك يابني في تعرف اي الكتب المدرسيه صالحه للبقاء وايهما صالح ﻟﻺﻋﺪام فما لم يحمل الينا من الكتب تجارب الاقدمين ويُنِرْ لنا السبل في حياتنا الحاضره فما لم تبعث فيك روح النهوض واستخدام ما فيها هذه الحياه واستحثاثك علي اصلاح حياتك وحياه غيرك وتقديمك الحياه خطوه عمن سبقك فلا قيمه لها وان اكبر فارق بين الانسان والحيوان يابني ان الحيوان ان يستفيد جيله الحاضر من تجارب اجياله السابقه فالنحل يعمل ما كان يعمله ايام ادم لم يتقدم في معيشته ولكن كم الفرق بين الانسان الاول والانسان الاخر والانسان في الكهوف وعلي الجمله فالانسان الحيوان الوحيد الذي يعيش كل جيل منه علي اكتاف من سبقه, فما لم نبن بناء جديداً فلا نستحق اسم الانسانية او ﻣﺪرﺳﺔ ﺗﻔﻀﻞ ﻣﺪرﺳﺔ ﺑﻤﻘﺪار ﻣﺎ ﺗﻠﻘﻲ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻀﻮء وﺗﺒﻌﺚ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺮوح وﺗﻘﻴﻢ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺒﻨﺎء. ﻓالمدرﺳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻠﻤﻚ أﻧﻚ ﺗﺬﻫﺐ إﻟﻴﻬﺎ ﻟﺘﻨﺠﺢ ﰲ اﻻﻣﺘﺤﺎن ﻓﻘﻂ ﻻ ﺗﺴﺘﺤﻖ إﻻ أن ﺗﻐﻠﻖ لانها تبعث افكار ميته ﺛﻢﻫﻲ تغرس في نفوس التلاميذ من اول روضة الاطفال هذا المبدا بالوسائل التي تختلف بساطه وتركبا حتي اذا سئل كل تلميذ لِمَ يذهب الي المدرسه اجاب انه يذهب اليها ليتعلم كيف يكون انسانا يستحق الانسانية ومهما اختلفت الاجابة حسب السن والعقليه فلن تعدو هذا المعني الاساسي وﻋلي ﻫﺬا اﻷﺳﺎس ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﻠﺨﺺ ﻣﻨﺎﻫﺞ اﻟﺪراﺳﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﺎرﻳﺦ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻛﻠﻬﺎ او جزء منها في نواحيها المختلفه علي حسب استعداد الطالب لتناولها وﻫﺬا ﻳﺸﻤﻞ ﻛﻞ ﻓﺮع ﻣﻦ ﻓﺮوع اﻟﻌﻠﻢ، ﻓﻜﻞ ﻋﻠﻢ ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻫﻮ ﺗﺎرﻳﺦ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻣﻦ ﻧﻮاﺣﻴﻬﺎ أو ﺟﺰء ﻣﻦ أﺟﺰاﺋﻬﺎ، حتي النحو والصرف هو الانسانية في لسانها ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﰲ شئ إﻻ أن ﻳﻜﻮن ﺗﺎرﻳخ وﻟﻴﺲ ﻣﻮﺿﻊ ﻫﺬه المدرﺳﺔ، وﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﻘﻮل ﻫﺬا ﰲ ﻛﻞ ﻋﻠﻢ، وﻛﻞ ﻓﺮع ﻣﻦ ﻓﺮوع اﻟﻌﻠﻢ. وﻣﻨﻬﺞ ﻳﻄﻠﻌﻚ ﻋلي اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﰲ ﻋﺎﻣين، ﻓﻔﻀﻞ ﻣﻨﻬﺞ ﻋلي ﻣﻨﻬﺞ ﰲ أﻧﻪ ﻳﻜﺸﻒ ﻟﻚ ﺟﺎﻧبا ﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﺬي ﺗﺮﻳﺪه ﻣﻦ أﻗﺮب ﻃﺮﻳﻖ. ﻫﺬا ﻳﺎﺑﻨﻲ ﺟﺎﻧﺐ واﺣﺪ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻲ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋلي اﻟﺴﺆال:» لماذا اﺗﺬﻫﺐ إﱃالمدرﺳﺔ؟ ﺎ وﻫﻮ اﻟﺠﺎﻧﺐً اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﻌﻘلي ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع، وﻫﻨﺎك ﺟﺎﻧﺐ آﺧﺮ ﻻ ﻳﻘﻞ ﻋﻦ ﻫﺬا ﺷﺄﻧا وهو الجانب النفسي فانك بنفسك ترا انك تذهب الي المدرسه لتربي نفسك