إن الاتصال المتبادل يعتبر روح الحياة الاجتماعية كل مقتضيات الحياة في المجتمعات الانسانية الداخلية تدفع الإنسان إلى الاتصال بغيره لإشباع حاجياته فالحياة داخل المجتمع الدولي تتطلب نفس الشيء لتحقيق المصالح المتبادلة بينها من مختلف الجوانب الاجتماعية الاقتصادية والثقافية وكدا من الجانب المادي والصحي. يمكن أن يكون للمجتمع الدولي دورًا مهما في مواجهة الأزمات الصحية الدولية من خلال توفير هيكل قانوني قوي لمكافحة مختلف الأمراض والأوبئة، خاصة إذا توفرت لدى مختلف الجهات الدولية الفاعلة (الدول والمنظمات الدولية. ما قد يمثل بداية لنظام صحي دولي حقيقي قائم على سيادة القانون، كما تمت لإقامة مكتب دولي للصحة عام 190م وذلك قبل إنشاء منظمة الصحة العالمية سنة 1948 م، وافقت جمعية الصحة العالمية التي اجتمعت يوم 2021/12/01 على الشروع في عملية عالمية لصياغ نص اتفاقية أو اتفاق دولي آخر بموجب دستور منظمة الصحة العالمية بغرض تعزيز الوقاية من الجوائح والتأهب والاستجابة لها، فقد اختبرت جائحة كورونا مفهوم التعاون الدولي وأظهرت أنه بالرغم من أهمية العمل الجماعي متعدد الأطراف في مواجهة الأزمات الدولية إلا أن المجتمع الدولي يعاني من قصور في هذا الاتجاه، وعليه توجب علينا الحفاظ على السلم والأمن الدوليين وكذا واجب الحفاظ على صحة البشرية التي لا تقدر بثمن تهدف لاستقرار العلاقات الدولية، فالصحة أولوية سياسية واجتماعية واقتصادية فبها تنهض المجتمعات أو تسقط فهي واجب أخلاقي قبل كل الالتزامات الأخرى في مجتمع دولي تتصاعد فيه الأزمات السياسية والاقتصادية دون أدنى اعتبار لمقومات