هوم الأنثروبولوجیا وبعض المفاهیم القریبة(الإثنولوجیا – الإثنوغرافیا – الأركیولوجیا – اللغویات.  یشیر مصطلح أنثروبولوجیا (anthropologie)إلى علم الإنسان، وتعنیان معا (علم الإنسان) " (1)، أي العلم الذي یدرس الإنسان، وكلمة إنسان هنا مطلقة لذلك كان هذا العلم شاملا في دراسته لمختلف الجوانب التي تشكل الإنسان، ولهذا نجد سلیم شاكر یضیف إلى تعریف الإنثروبولوجیا من الناحیة الاصطلاحیة تعریفا آخر أكثر عمقا وأوسع شمولا فیقول عن الأنثروبولوجیا بأنها: " علم دراسة الإنسان طبیعیا واجتماعیا وحضاریا " (2).   وبقدر ما اختصر سلیم شاكر تعریفه بقدر ما كان ملما بالجوانب التي یتناولها هذا العلم، فعلم الإنسان (الأنثروبولوجیا) یتناول بالدراسة الجانب التطبیقي والبیولوجي للإنسان باعتباره كائنا عضویا، فیصف تركیبته العضویة في الحاضر والغابر، ویقارن بین الخصائص الطبیعیة لإنسان الیوم مع إنسان الحضارات القدیمة.      والأمر نفسه ینطبق على الجانب الاجتماعي والحضاري، ففي الجانب الاجتماعي نجد الأنثروبولوجي یركز على البناء الاجتماعي محاولا فهم مختلف البنیات المكونة له والتي تتجسد في مختلف النظم والمؤسسات الاجتماعیة كنظام الأسرة والاقتصاد والدین والقرابة والزواج.الخ، أما الجانب الحضاري (الثقافي) فهو یشیر إلى اتجاه الأنثروبولوجي إلى محاولة فهم ثقافة الشعوب بوصفها ومقارنة بعضها بالبعض الآخر.   ویقترب هذا التعریف من تعریف إدوارد تایلور الذي یرى أن الأنثروبولوجیا هي " الدراسة البیو ثقافیة المقارنة للإنسان " (3)، هذا الذي یدل على أن الأنثروبولوجیا تجمع بین الدراسة البیولوجیة والثقافیة للإنسان، ..الخ.وتعرف الأنثروبولوجیا أیضا بأنها " العلم الذي یدرس الإنسان من حیث هو كائن عضوي یعیش في مجتمع تسوده نظم وأنساق اجتماعیة في ظل ثقافة محددة " (1)، بما یسمح لهذا الإنسان بالتفاعل معه أفراد المجتمع في ظل النظم المختلفة التي تسوده، وبما یسمح كذلك بأن یعمل على إنتاج ثقافة معینة والخضوع لها في نفس الوقت، هذه التي تتبدى في مختلف السلوكات والتصرفات والعادات والتقالید ومختلف أنماط التفكیر وأسالیب الإنتاج. .الخ.  ولتقریب النظر أكثر نورد ما قالته الأنثروبولوجیة الأمریكیة " مارغریت مید" حول مجال عمل الأنثروبولوجي : " نحن نصف الخصائص الإنسانیة، البیولوجیة، والثقافیة للنوع البشري عبر الأزمان وفي سائر الأماكن، ونحلل الصفات البیولوجیة والثقافیة المحلیة كأنساق مترابطة ومتغیرة، وذلك عن طریق نماذج ومقاییس ومناهج متطورة، ." (2)،