تبدأ قصة قاهر الصليبيين صلاح الدين الأيوبي و التي كتبها فضيلة الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض بوصف حالة البلاد الإسلامية قبل ولادة صلاح الدين، فكانت البلاد الإسلامية قد توالت عليها المحن و تقسمت إلي دويلات و إمارات؛ صلاح الدين، هو يوسف بن أيّوب المُلقّب بالملك النّاصر، وُلِد في بلاد ما بين النهرين (العراق حاليًّا)، وقد كان يوم ولادته يومًا مفصليًّا في حياة بني أيّوب، إذ قرّر والده يومها الانتقال إلى حلب لخدمة عماد الدين زنكي، ونشأ صلاح الدين بين دمشق وبعلبك وكان شابًّا مهتمًّا بالدين والعلم، فقد كانت كل من مصر وسوريا وفلسطين واليمن تحت راية الدولة الأيوبيّة في عهده. إلى جانب ميوله النابعة من أساس ديني، وهو من اكتشف مهارات صلاح الدين الفريدة في القِتال أثناء الحملات ضدّ الصليبيين تحت راية نور الدين زنكي. كان دفاع صلاح الدين عن القاهرة ضد الصليبين برفقة عمه أسد الدين شيركوه بطلبٍ من الخليفة الفاطمي هناك، وبعد مضي فترة قصيرة على النجاحات المحقّقة في مصر توفّي عمه أسد الدين، ثمّ يكون حاكم مصر بعد عامين فقط بإلغائه الدولة الفاطميّة وإعادة الحكم السنيّ للبلاد المسلمة، أضف إلى ذلك ارتباط اسم القائد صلاح الدين في أذهان الجميع بفلسطين ومعركة حطين الخالدة التي تبعها الإنجاز الرّفيع المتمثِّل في حيازة مدينة القدس للمسلمين بعد مرور ٨٠ عامًا على تدنيسها في أيدي الصليبيين. صلاح الدين هو المؤسّس الفعلي للدولة الأيوبيّة في مصر أولًا بعد إثبات قدراته العسكريّة، صلاح الدين والقدس حقّق صلاح الدين الأيوبي حلم نور الدين زنكي في استعادة القدس من الفرنجة وإعادتها إلى قبضة المسلمين؛ فقد كان هذا الحلم هو الهدف الأسمى لنور الدين والذي من أجله حُشدت الجيوش الإسلاميّة في كل من العراق وسوريا وفلسطين ومصر، فاستلم صلاح الدين المهمّة النبيلة، ليُحقّق حلم نور الدين وجميع المسلمين، وكانت مهمّة تحرير القدس هي المهمّة التي دونها كل دماء المسلمين، أسر الأمير رينو دو شاتيون وقتله على يد صلاح الدين. منع صلاح الدين المسلمين من التعرّض لممتلكات الصليبيين عند دخول القدس. ظهر نُبل صلاح الدين في تعامله مع الصليبين المتواجدين داخل مدينة بيت المقدس بعد معركة حطين ودخول المدينة فلم يتعرّض جنوده للسكّان بأيّ أذىً، لعب صلاح الدين الأيوبي دورًا هامًا في توحيد بلاد المسلمين تحت راية إسلاميّة واحدة، فهو دبلوماسي ذكي فضلًا عن قوّته وبسالته في الحرب، بدأ بتوحيد كل من مصر وسوريا واليمن، وكان لاعتراف خليفة بغداد به أثرًا في تعزيز سيادته، بدأ مسيرته السياسيّة كحاكم لمصر باسم نور الدين زنكي، كما حاز حكم حلب والرُّها بشكل مستقل لنفسه لاحقًا، وكان بلاؤه معروفًا في جميع أقطار البلاد المسلمة، أدّت وفاة نور الدين زنكي فيما بعد لنشوء نزاعات كبيرة حول السيادة والحكم من بعده، وفي الوقت ذاته رأى صلاح الدين نفسه الوريث الحقيقي المؤتمن على بلاد المسلمين وله الأحقيّة في الحكم من بعد نور الدين زنكي، لكنّ مشكلة وجود ابن نور الدين زنكي واحتمائه في حلب كانت من المشاكل التي حالت دون ضمّ حلب بطريقة عسكريّة، فاتّبع النهج الدبلوماسي من خلال زواجه من زوجة نور الدين زنكي عصمة الدين، ابنة حاكم دمشق السابق أونور. الخلاصة ذاع صيت صلاح الدين يوسف ابن أيوب، فلصلاح الدين قصص عديدة في البسالة والجهاد، بدأ مسيرته العسكريّة في كنف عمه أسد الدين شيركوه الذي لاحظ قدراته ومهاراته فعلّمه أصول القتال، واليمن جميعًا تحت راية إسلامية واحدة وهي راية الأيوبيين، لتنتهي جهوده في الوصول إلى تحرير القدس وهو الحلم الذي طالما شغل نور الدين زنكي ولم يستطع تحصيله قبل وفاته.